وهذا المعنى من أبعد الأقوال عن الحقلأنّه سبحانه لم يخص الاهتداء بالثمانية إلاّ وقد أشار إلى آبائهم بقوله : وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْوَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍمُّسْتَقِيمٍ الأنعام ـ ٨٧ | وفي سورة التوبة: يا أيها النبي |
---|---|
النصوص القرآنية الدالّة على ختم النبوّة : لقد نص القرآن الكريم على ذلك تنصيصاًلا يقبل الشك والترديد ، ولا يرتاب فيه من له أدنى إلمام باللغة العربية ، وذلك فيمواضع : النص الأوّل : قوله سبحانه : مَا كَانَمُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللهِوَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا الأحزاب ـ٤٠ | ومن أهمّ الصفات الجلية التي نقلت عن الرسل أولو العزم قوة تحملهم وصبرهم على مواجهة المشاق والمتاعب من أجل تبليغ الدعوة |
أولو العزم هم أهل الصبر وقوة تحمل المشاق من المرسلين الذين ذكرهم الله في القرآن الكريم قى قوله تعالى.
10فالختم على الشيء ، بمعنى الطبع عليهكناية عن ختم أمره ، فالختم على القلب يلازم انتهاء أمره وامتلاءه بالكفر والالحادفلم يبق فيه موضع لنور الحق وكلماته ، كما أنّ ختم الورقة وطبعها بالطابع علامةأنّ الكاتب بلغ ما أراد من كتابته فيها ، وانتهى غرضه ومقصده | |
---|---|
والدليل على هذا أن الله ذكر الأنبياء ثم عطف عليهم هذه المجموعة وعطف الخاص على العام يفيد أن للخاص زيادة في الفضل وذلك في قوله تعالى | ومن أهمّ الصفات الجلية التي نقلت عن الرسل أولو العزم قوة تحملهم وصبرهم على مواجهة المشاق والمتاعب من أجل تبليغ الدعوة |
فالرُّسل أفضل من الأنبياء، وأولو العزمِ أفضلُ الرُّسل، فمثلاً فُضّل داودٌ -عليه السّلام- بكتاب الزّبور، وموسى -عليه السّلام- بالتّوراة، وسَمّى الله -تعالى- نوحاً -عليه السلام- بالعبد الشّكور، واختصّ آدم بأنّه أبو البشر، وفضّله الله -تعالى- فخلقه بيده، ونفخ فيه من روحه، وأمر الملائكة بالسجود له، وأمّا عيسى -عليه السّلام- فهو رسول الله، وكلمته ألقاها إلى أُمّه، وروحٌ منه؛ وقد يكون التّفاضل من ناحية النُّبوة والعُبوديّة، والنُّبوة والمُلك، فالنبيّ العبد -أي غير المَلِك- أفضل من النبيّ الملك، كما أنّ التّفاضل قد يكون من ناحية أعداد أُمّتهم، وأظهر وأشهر ، وغير ذلك ممّا اختصّهم الله -تعالى- به من الكرامات.
1فضل ربي اني مسني الضر وانت ارحم الراحمين | وعلى ذلك فالعزم أمّا بمعنى القصدالجازم كما هو الحق أو الصبر والثبات ويؤيده ما رواه القمي في تفسير الآية حيث قال: وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم ، ومعنى اُولوا العزم : أنّهم سبقواالأنبياء إلى الإقرار بالله وأقروا بكل نبي كان قبلهم وبعدهم وعزموا على الصبر معالتكذيب لهم والأذى ١ |
---|---|
لذلك فهو العليم المختص بمنح هذا اللقب أو عدم منحه إياه | وعلى هذه فرسالة السماء إلى الأرض ،رسالة واحدة في الحقيقة مقولة بالتشكيك ، متكاملة عبر القرون ، جاءت بها الرسلطوال الأجيال ، وكلّهم يحملون إلى المجتمع البشري رسالة واحدة لتصعد بهم إلى مدارجالكمال ، وتهديهم إلى معالم الهداية ومكارم الأخلاق |