هنا نقف خاشعين أمام عظمة الله ـ تبارك وتعالى ـ التي صرحت بها هذه الآيات، فالله العظيم، الجليل، الكبير، العالم بكلّ شيء الذي لا يخفى عليه شيء، ولا يقف في وجه إرادته شيء ـ سبحانه وتعالى ـ، ويخضع له من في السّموات والأرض، وتخضع له الملائكة ـ سبحانه وتعالى ـ وأنا لا أستطيع أن أعبّر | وفيه مطالب: المطلب الأول: الجهل الواقع بالتوحيد علمًا وسلوكًا |
---|---|
قال تعالى: { الر كتب احكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ألا تعبدوا إلا الله انني لكم منه نذير وبشير } | في أنواع جاءت في الاستفتاح كلُّها توحيد، ومن جملتها |
وَيَجْعَلُ التَّوْحِيدُ الْإِنْسَانَ شَاعِرًا بِعِزَّتِهِ وَكَرَامَتِهِ عَلَى مَا يَلِيقُ بِهِ فِي تَحْقِيقِ عُبُودِيَّتِهِ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الَّذِي خَلَقَهُ وَبَرَأَهُ وَسَوَّاهُ.
17كما ألا يوجد مدبر غير الله سبحانه وتعالى حيث قال الله عز وجل : يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ، ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون | ونحن ليس عندنا تأمُّل ولا تدبُّر ولا تفّهم، كيف تعدل ثلث القرآن؟! وصلى الله على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه وسلّم |
---|---|
وقد تأمَّلت حياة المسلم فوجدتها قائمةً على التوحيد فنأتي إلى الصلاة إذا توضَّأت تقول ، تُسَمِّي الله وتتوضأ، هذا توحيد وإذا فرغت تقول كما في الحديث عن النَّبيِّ ـ عليه الصلاة والسَّلام ـ ، هذا توحيد، تشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسولُ الله توحيد، فَتُفْتَحُ لك أبوابُ الجنَّة الثمانية، تدخل من أيِّها شئت، لأنّ كلمة لا إله إلاّ الله: لو وُضِعَتْ السَّماوات السَّبع ومن فيهنَّ غيرُ الله في كِفَّة، والأرضون السّبع أيضًا ولا إله إلاّ الله في كِفَّة لمالت بهنَّ لا إله إلاّ الله، هذا جاء عن موسى ـ عليه الصلاة والسَّلام ـ وفي هذا الأثر شيءٌ من الضعف، ولكن يشدُّه وصيَّةُ نوحٍ لابنِه ـ عليه الصلاة والسلام ـ أوصاه عند موته قال: ، فإذا قالها العبدُ صادقًا، مخلصًا لله تبارك وتعالى، عارفاً بمعناها عاملاً بمقتضاها تفتحت له أبوابُ الجنّة | فإذا قمت إلى الصلاة تفتتحها بالتوحيد، فتقول: هذا توحيد ، ثمَّ تستفتح فإمّا أن تقول: |
أن يخلص العبد المؤمن بنيته ، و عمله لله عز وجل فقط.
وقد رتَّب المؤلِّف الكلام في بيان أهمية دراسة التوحيد على الخطة التالية: التمهيد: وفيه عرض لمفهوم التوحيد | وأنه إذا كمل في القلب يمنع دخول النار بالكلية |
---|---|
بينما أنواع التوحيد الثلاث الأخرى وفقًا لبعض العلماء تكون كالتالي : توحيد الربوبية وهو إفراد الله سبحانه وتعالى بأفعاله ، والتي هي مثل التدبير ، والملك ، والخلق فلا مالك غير الله عز وجل فقد قال عز وجل : تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير |