وربما استغلت بعض المواقف لتدلل على قولها , مما يثير حفيظة هذا الزوج على أرحامه | وبعضهن تقف في طريقه عندما يريد استضافة أرحامه وبعضهن تظهر العبوس والتضايق عندما يأتي أرحام زوجها مما يجعلهم يتراجعون عن زيارته مرة أخرى |
---|---|
سادساً : فوائد صلة الرحم : 1- صلة الرحم سبب لصلة الله للواصل في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة : إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم هذا مقام العائذ بك من القطيعة قال نعم أما ترضين أن أصل من وصلك واقطع من قطعك قالت بلى يا رب قال فهو لك رواه البخاري واللفظ له 5987 ومسلم 2554 2- صلة الرحم سبب لدخول الجنة في الحديث المتفق عليه عن أبي أيوب الأنصاري أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويباعده من النار فقال صلى الله عليه وسلم : تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم رواه البخاري 1396 ومسلم 13 | وقال تعالى : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ النحل:90 |
والحسد قد يكون سببًا في أن يقتل الإنسانُ أحدَ أقاربه، كما قتَل ابنُ آدمَ قابيلُ أخاه الصالحَ هابيلَ.
16وقيل : إن معنى زيادة العمر وبسط الرزق أن يبارك الله في عمر الإنسان ورزقه فيعمل في وقته ما لا يعمله غيره فيه | وكي تصبح واصلا فعليك بالزيارة الشخصية، والاتصال هاتفيا للاطمئنان عليهم ، فان تعذر بالرسالة الهاتفية، فبأي وسيلة من خلالها تتواصل مع أرحامك فهي صلة |
---|---|
مواصلتهم بالمكاتبة أو بالهاتف طيبة، ويحسن بها وصل الرحم، بالهاتف بالتلفون، بالمكاتبة بالسلام الذي يحمله فلان: سلم لنا على فلان، على أخي فلان، على عمي، على خالي | كل هذا من صلة الرحم، وإذا تيسرت الزيارة بلا تكلفة فهي من كمال الصلة: الزيارة، وبذل المال إذا كانوا محاويج، أو يسرهم بذل المال؛ هذا من الصلة، الهدية الطيبة، مواساة الفقير؛ هذا من الصلة الواجبة -صلة الرحم-، وإذا كانوا أغنياء فالكلام الطيب والمكاتبة الطيبة والمكالمة الهاتفية، ولو ما تسافر إليهم يكفي بالمكالمة الهاتفية والمكاتبة تكفي، وإذا كانوا فقراء أو يمكن يعني يحتاجوا إلى هدية يهدي إليهم، والفقير يواسى إذا كان يستطيع يواسيهم من الزكاة أو من غيرها |
القول الثالث : أن الأرحام عام في كل ما يشمله الرحم, فكل قريب لك هم من الأرحام الذين تجب صلتهم | من هم صلة الرحم؟ اختلف العلماء في ما بينهم حول حد الرّحم الواجب صلتّها، فمنهم من توجّه برأيه إلى أنّ حدّ الرحم هو الرّحم المحرّم، ومنهم من رأى أنّ حدّها الرّحم من ذوي الميراث، والرأي الثالت اتجه إلى أنّ حدّها الأقارب من النسب دون النظر إلى أنّهم يرثون أم لا، إلا أنّ الرأي الأصوب من بين هذه الآراء الثلاثة هو قول أهل العلم الثالث، والذي يُشير إلى أنّ الرّحم هم الأقارب من النسب، من جهة الأب والأم، وليس من الرضاع، وقد أشار إليهم الله عز وجل في كتابه الكريم بقوله: { وَأُولُو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ في كِتابِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَليمٌ } ، وأقرب الرّحم هم الآباء والأمهات ، ثمّ الأجداد، والأولاد وأولادهم وما تناسلوا، ثمّ يليهم الأقرب فالأقرب من الإخوة وأولادهم، والأعمام والعمات وأولادهم، ثمّ يليهم الأخوال والخالات وأولادهم |
---|---|
حكم صلة الأرحام : قال القاضي عياض رحمه الله: "لا خلاف أن صلةَ الرحم واجبةٌ في الجملة، وقطيعتها معصية كبيرة، والأحاديث تشهد لهذا، ولكن الصلة درجات، بعضها أرفع من بعض، وأدناها: ترك المهاجَرة، وصلتها بالكلام، ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، لو وصل بعض الصلة ولم يصِلْ غايتها، لا يسمى قاطعًا، ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له، لا يسمى واصلًا" |
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: احفظوا أنسابكم تصلوا أرحامكم.