ثانيا : لا يعني ما تقدم أن مجرد معرفة اسم الله الأعظم والدعاء به يخرق العادة ، ويأتي بالمستحيلات ، ونحو ذلك ، وإنما المعنى : الحث على سؤال الله تعالى بأسمائه الحسنى ، والتأكيد على الاسم الجامع من أسمائه سبحانه ، ولذلك قال ابن القيم رحمه الله : " اسم " الله " دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث " | وقال عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ، نسيت القرآن مرارا كثيرة فرزقني الله حفظ القرآن ببركة هذا الدعاء |
---|---|
واسالكم الدعاء و لفقراء المسلمين و ليتامي المسلمين | وأورد الإمام أحمد أنَّ رجلاً من بلهجيم قال: قلت: يا رسول الله، إلام تدعو؟ قال: أدعو إلى الله وحده، الذي إن مَسّك ضرٌّ فدعوته كشف عنك، والذي إن أضْلَلْت بأرض قَفْر فدعوتَه رَدّ عليك، والذي إن أصابتك سَنة فدعوتَه أنبتَ لك |
ومن أن العبد لم يأخذ بالأسباب، كأن يطلب النجاح من غير دراسة، أو الرزق من غير عمل، أو النصر من غير إعداد العدة، أو الشفاء من غير علاج، كما في قصة الفقيه الإمام عامر الشعبِي رحمه الله عندما مرَّ بإبِل قد فشا فيها الجَرَبُ، فقال لصاحبها: أما تداوي إبلك؟ فقال: إن لنا عجوزًا نتَّكِلُ على دعائِها، فقال: "اجعل مع دعَائِهَا شيئًا مِنَ القَطِرَانِ".
22أولاً: اسم الله الأعظم والأحاديث الواردة فيه ورد في خصوص " اسم الله الأعظم " عدة أحاديث ، أشهرها : 1 | وعبد الله بن بريدة عن أبيه قال: سمع النَّبي صلَّى الله عليه و سلَّم رجلاً يقول: اللَّهم إنِّي أسألك بأنَّك أنت الله الأحد الصَّمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد ، فقال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : لقد سأل الله باسمه الأعظم الذي إذا سئل به أعطى وإذا دعي به أجاب |
---|---|
انتهى القول الثاني : قول من قال بأن الله تعالى قد استأثر بعلم تحديد اسمه الأعظم ، وأنه لم يُطلع عليه أحداً من خلقه |
اللهم إني أسألك بمحمد نبيك ، و إبراهيم خليلك ، و موسى كليمك ، و عيسى نجيك و روحك ، و بتوراة موسى ، و إنجيل عيسى ، و زبور داوود ، وفرقان محمد صلى الله علية وسلم ، و بكل وحي أوحيته أو قضاء قضيته ، أو سائل أعطيته ، أو غني أغنيته ، أو ضال هديته ، أسألك باسمك الطهر الطاهر الأحد الصمد الوتر القادر المقتدر ، أن ترزقني بحفظ القرآن والعلم النافع و تخلطه بلحمي ودمى و سمعي و بصري ، و تستعمل به جسدي ، و جوارحي و بدني ما أبقيتني بحولك وقوتك ، يا رب العالمين.
ولقد اتخذت طوائف من المبتدعة الذين في قلوبهم زيغ ما تشابه من هذه النصوص مطية ذلولاً، ومنفذاً وسهلاً، يلجونه إلى عقول البسطاء من الناس، فيزعمون ان فلاناً —الولي- فد أعطى سر الأسم الأعظم | ثُمَّ ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ: يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟! وقد ورد في شأنه عدة أحاديث صحيحة ، ذكرناها في جواب السؤال رقم : |
---|---|
وهو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السّوء، قال الله تعالى:{ أَمْ مَنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ} | ، فرد أ ن الإنسان مخير في أن يدعو ربه بأي اسم من أسمائه التي ذكرت في القرآن الكريم، إلا أن هناك من الأسماء ما هو أقرب للاستجابة عند الدعاء به، وهو اسم الله الأعظم، فيقول الله سبحانه وتعالى: «وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » الآية 180 من سورة الأعراف، ويقول تعالى: «قُلْ ادْعُوا اللَّهَ أَوْ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا» الآية 110 من سورة الإسراء |
، و الإنسان مخير في أن يدعو ربه بأي اسم من أسمائه التي ذكرت في القرآن الكريم، والتي يزيد عددها عن التسعة والتسعين، والتي ذُكرت في الحديث الذي رواه الترمذي، وجاء في فضلها حديث البخاري ومسلم، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلَّا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ»، أي من حفظها وعمل بما فيها ، وهناك من الأسماء ما هو أقرب للاستجابة عند الدعاء به وهو اسم الله الأعظم ، الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئل به أعطى، والراجح من أقوال العلماء أنه مؤلف من عدة أسماء بناء على الأحاديث الواردة فيه، فقد روى أصحاب السُنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم - سمع رجل يدعو ويقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد، فقال: «والذي نفسي بيده ، لقد سأل الله باسمه الأعظم ، الذي إذا دُعي به أجاب ، وإذا سُئل به أعطى».
29