وقد ورد عدد من يُقوي بعضها بعضا ويرفعها إلى درجة الحسن والقوة، ومن الأحاديث العظيمة حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات ليلة، فخرجت أطلبه فإذا هو بالبقيع رافع رأسه إلى السماء، فقال: «يا عائشة، أكنت تخافين أن يحيف الله عليك ورسوله! ومن هذه الذنوب: الشرك بالله، فإنه مانع من كل خير | خلاصة الأمر: فإذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم تخصيصه هذه الليلة بعبادة، وكان عامة ما ورد فيها إما موضوع أو ضعيف، ولم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم شيء في هذا،فلا وجه إذن لاتخاذ ليلة النصف من شعبان شعيرة للعبادة تضاهي أيام الجمعة والأعياد وصلاة التراويح، فما صح غاية ما فيه الحث على الإقلاع عن كبيرتين من كبائر الذنوب هما: الشرك، والشحناء |
---|---|
وقال الشافعي رحمه الله: بلغنا أن الدعاء يستجاب في خمس ليال: ليلة الجمعة، والعيدين، وأول رجب ونصف شعبان | فينبغي للمسلم أن يحرص على الطاعة في هذه الليلة بقيامها، والتخلي عن الشرك أكبره وأصغره، والصفح عن إخوانه حتى ينال هذا الفضل، ويجب عليه اجتناب المحدثات: فكل خير في اتباع من سلف، وكل شر في ابتداع من خلف |
الشيخ: يعني وضاع، يعني كذاب، المقصود كتبنا في هذا رسالة عامة في بيان بطلان ما ورد في هذا، وأن ليلة النصف من شعبان لا يشرع قيامها ولا صوم نهارها، بل هو بدعة، قد كتبنا في هذا في رسالة "التحذير من البدع" | قلت : وهذا إسناد ضعيف ؛ من أجل ابن لهيعة ، وعبد الرحمن ، وهو ابن عرزب ، والد الضحاك : مجهول ، وأسقطه ابن ماجه في رواية له عن ابن لهيعة |
---|---|
وقال رحمه الله: بلغنا أنه كان يقال: إن الدعاء يستجاب في ليلة الجمعة، وليلة الأضحى، وليلة الفطر، وأول ليلة من رجب، وليلة النصف من شعبان، وبلغنا أن ابن عمر كان يحيي ليلةَ جمعٍ، وليلةُ جمع هي ليلة العيد لأن في صبحها النحر | فالله جل في علاه كما في الحديث، والحديث صححه شيخنا وجمع كابن حبان والحاكم وغيرهما |
سبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك | وذكره يعقوب بن سفيان في باب من يرغب في الرواية عنهم |
---|---|
فضل شهر شعبان لشهر شعبان عديدةٌ؛ إذ تُرفع فيه الأعمال إلى الله تعالى، وتُغفر الذنوب فيه، وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من الصيام في هذا الشهر، ويُعد الصيام في هذا الشهر كتدريبٍ وتمرينٍ على صيام شهر رمضان ممّا يجعل المسلم يدخل رمضان بقوةٍ وهمّةٍ ونشاطٍ |
ثم اعلموا -رعاكم الله- أن الكيس من عباد الله من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من اتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني.
15