أليست هذه من مواصفات الناس الذين يؤهلون أنفسهم فعلاً لأن يكونوا ممن أعدت لهم الجنة, وممن وقوا أنفسهم من عذاب الله من النار ومن هذا التحسر | { { وَعُيُونٍ} } جارية من السلسبيل، والرحيق وغيرهما، { { وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ } } أي: من خيار الفواكه وطيبها، ويقال لهم: { { كُلُوا وَاشْرَبُوا} } من المآكل الشهية، والأشربة اللذيذة { { هَنِيئًا} } أي: من غير منغص ولا مكدر، ولا يتم هناؤه حتى يسلم الطعام والشراب من كل آفة ونقص، وحتى يجزموا أنه غير منقطع ولا زائل، { { بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} } فأعمالكم هي السبب الموصل لكم إلى هذا النعيم المقيم، وهكذا كل من أحسن في عبادة الله وأحسن إلى عباد الله، { { إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} } ولو لم يكن لهم من هذا الويل إلا فوات هذا النعيم، لكفى به حرمانا وخسرانا |
---|---|
ووصفه السجناء بذلك { نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} يوسف:36 | من أبلغ الأقوال في الإحسان قول من أوتي جوامع الكلم — صلى الله عليه وسلم-: « أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ» البخاري ومسلم |
قال ابن عطية: وهذا حسن على جهة المثال؛ إذ هُم الخَدَمَة فهم يذنبون كثيرا والقدرة عليهم متيسرة، وإنفاذ العقوبة سهل؛ فلذلك مثل هذا المفسَّر به.
اللهمَّ لا تقطعنا بقواطع الذنوب | واختلف في معنى فقال أبو العالية والكلبي والزجاج: يريد عن المماليك |
---|---|
في رواية عن الإمام الصادق عليه السلام أفضل الزكاة زكاة العلم | ويقول -جل وعلا-: إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ 128 سورة النحل |
تجلت الأمور بشكل واضح، يوم القيامة يوم تتبين فيه الحقائق.