قال : " ولا الجهادُ في سبيل الله إلا رجلٌ خرج بنفسه وماله فلم يرجعْ من ذلك بشيء | عباد الله : وحُقَّ لوفدٍ بهذا الشرف وهذه المكانة أن يُكرم وأن يُحتفى به وأن يُعرف له قدره ومكانته وبخاصة من أهل الحرمين ، قيامًا بالواجب نحو حجاج بيت الله ؛ احترامًا لهم وتوقيرا ومعرفةً بقدرهم ومكانتهم العظيمة ، مع الجد والاجتهاد في النصح لهم ، والإحسان إليهم والعمل على إكرامهم ، والبُعد الشديد عن الإساءة إليهم بأي إساءة كانت قولية أو فعلية ؛ فإنهم وفدٌ شريف وضيوفٌ كرام ومكانتهم عظيمة ، وإنَّ من عظيم الإحسان في هذه الأيام أن تخص حجاج بيت الله بدعوات صادقة أن يحفظهم رب العالمين ، وأن يسلِّمهم وأن يغنِّمهم خيرات الحج وبركاته، وأن يرزقهم فيه غفران الذنوب ونيل الرضوان والفوز بالجنان ، وأن يعيدهم إلى أوطانهم سالمين غانمين قد حُطت عنهم الأوزار وتجاوز الله عن خطاياهم وسيئاتهم ، والمؤمنون دعوتهم واحدة وهم كالجسد الواحد في نصحهم ودعائهم ومحبة الواحد منهم الخير لإخوانه كما يحب لنفسه |
---|---|
الْأَلْبَانِيُّ، إِرْوَاءِ الْغَلِيلِ: 651، صَحِيحٌ | قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تامَّةٍ، تامَّةٍ، تامَّةٍ |
خُطْبَةُ عَشْر ذِي الْحِجَّةِ الْخُطْبَةُ الْأُولَى: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِ اللهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلِّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا.
19عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ العَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَلاَ الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ - انظروا كيف يتعجب الصحابة حتى قالوا: ولا الجهاد؟!! وفي هذا تأكيدٌ على أن حياة الإنسان المسلم كلها طاعةٌ لله تعالى من المهد إلى اللحد ، وفي هذا الشأن يقول أحد الباحثين : " فالعبادة بمعناها النفسي التربوي في التربية الإسلامية فترة رجوعٍ سريعةٍ من حينٍ لآخر إلى المصدر الروحي ليظل الفرد الإنساني على صلةٍ دائمةٍ بخالقه ، فهي خلوةٌ نفسيةٌ قصيرةٌ يتفقد فيها المرء نفسيته صفاءً وسلامةً " عبد الحميد الهاشمي ، 1405هـ ، ص 466 | خامسا : ومن فضائل العشر من ذي الحجة ان فيها: يتم الركن الخامس اركان الاسلام الا وهو الحج، وما ادراك ما الحج! وهذا التكبير ــ يا عِباد الله ــ مشروعٌ في حقِّ الرِّجال والنساء، والصِّغارِ والكبار، يُكبِّرونَ في البيوت، وفي الأسواق، وفي المساجد، وفي المراكب، وفي الطُّرقات، وفي أماكن العمل، وفي السَّفر والإقامة، ويُكبِّرونَ وهُم جلوسٌ، وحين يمشونَ، وعلى فُرُشِهِم، وفي سائر الأوقات مِن ليلِ أو نهار، إلَّا إنَّهم لا يُكبِّرونَ بعدَ السلامِ مِن صلاة الفريضة، لأنَّ التكبيرَ الذي يكونُ بعدَ صلاة الفريضة إنَّما يَبدأ وقتُه لِغيرِ الحُجَّاجِ: مِن فجْر يومِ عَرفة إلى صلاة العصر مِن آخِر أيـَّامِ التَّشريق، ثم يُقطَع |
---|---|
صحيح مسلم 728 ركعتان قبل الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعده، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، من داوم على هذه الركعات في اليوم الواحد يبنى له بها بيت في الجنة | أيها المؤمنون : أرأيتم تجَّارَ الدنيا الحريصون عليها أشدَّ الحرص كيف أنهم إذا جاءت مواسم التجارة الدنيوية الرابحة يواصلون ليلهم بنهارهم ويبذلون جدَّهم ونشاطهم حتى إن بعضهم بعد انقضاء تلك المواسم ليسقط مريضًا من شدة نصَبه وتعبه في سبيل تحصيل شيء من حطام الدنيا ، وأهلُ الله وصفوته وخاصته أهل التجارة الرابحة والغنيمة البينة الواضحة التجارة الأخروية لا يفوِّتون هذه الفرصة العظيمة والموسم الثمين ، بل يجدِّون ويجتهدون وعلى الله جل في علاه قصد السبيل |
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ.
والعملُ الصالحُ في أيامِ العَشْرِ أَزْكَى أَجْرًا وأَعْظَم ثوابًا، وأحبُّ إلى اللهِ تعَالى مِن العملِ في سائرِ العامِ، والكلُّ محبوبٌ عندَ اللهِ -جَلَّ وعَلَا- | وقد ورد في السنة النبوية عن أوس بن أبي أوس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنَّ من أفضلِ أيَّامِكُم يومَ الجمعةِ فيهِ خُلِقَ آدمُ وفيهِ قُبِضَ وفيهِ النَّفخةُ وفيهِ الصَّعقةُ فأكْثِروا عليَّ منَ الصَّلاةِ فيهِ فإنَّ صلاتَكُم معروضةٌ عليَّ |
---|---|
افرح ولكن باعتدال، لا تفزع الآخرين، ولا تشوش على الآخرين، لا تبكي أمك، لا تبكي أباك، لا تبكي أخاك، هكذا فافهم | اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان |
كما يُستحب الإكثار من الدعاء الصالح في هذه الأيام اغتناماً لفضيلتها ، وطمعاً في تحقق الإجابة فيها.
30