وأما غيرهم من المؤمنين فيشملهم ما جاء في أحاديث التشهد المذكورة من قول المصلي "السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين"، وأما بالنسبة للصلاة على غير المعصوم، فقد سبق الجواب عنها في الفتوى رقم: | ام الله يريدنا ان نقول له انت يالله صلي على محمد و ال محمد مع ان الايه صريحه و و اضحه انه يامر ان نحن نصلي على محمد و ال محمد و ليس ان نطلب منه ان يصلي هو على محمد و ال محمد حيث هو قد قال انا و ملائكتي نصلي على محمد و اله و الامر اننا نحن نصلي فكيف صارت صلاتنا على محمد و ال محمد ان نطلب من الله ان يصلي عليه ؟؟!!! المقدم: شكراً لسماحة الشيخ عبد العزيز |
---|---|
نحن الذين نخرج عارة يوم القيامة صلاتنا عليه تنفعه؟ نحن اللذين نكذب ونسرق ونفسد في الارض صلاتنا تنفع سيد الخلائق صلوات الله عليه؟! ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما فمات فدخل النار فأبعده الله، قل آمين | وبهذا تصبح هذه المحاولة التفسيرية مكمّلةً للمحاولة التفسيرية الثانية والثالثة المتقدّمتين، فإبراز المحبّة أو التعظيم إنمّا سمّي صلاةً؛ لأنّه صلة نقدّمها له وعطاء نبرزه أمامه، عرفاناً بجميله، والانعطاف إنّما سمي صلاةً لأنّك بانعطافك نحو الشخص تلقي عليه اهتمامك وسلامك وعنايتك، فالتفاسير الثلاثة الأخيرة كلّها صحيحة لو التأمت لتكوّن تفسيراً حاسماً، وبه يتمّ تفسير مختلف الاستخدامات اللغوية لكلمة الصلاة عند العرب إلا ما شذّ، ويكون معنى الآية حينئذٍ كالتالي: إنّ الله وملائكته يقدّمون عنايتهم وصلتهم وعطاءهم ومحبّتهم ورحمتهم وخدماتهم للنبيّ، فهلمّوا أيها الناس ويا من تؤمنون بالله ورسوله لكي تقدّموا أنتم أيضاً كلّ صلة للنبيّ وعطاء ومحبّة، فاذكروه، واعلوا اسمه، وارفعوا دعوته، وأعلنوا الشكر الدائم له، وتوجّهوا بالدعاء إلى الله لأجله، ومجّدوه في الأرض، واثنوا عليه، ولا تقصّروا في أداء حقوقه إليه، بأيّ شيء يمكنكم أن تقدّموه له، وتحفظوه في أسرته وأهل بيته وغير ذلك |
فإذا أتينا إلى تعبير : صلّى له ، كان معنى ذلك أنّه فَعَلَ فِعْلَ الوصلِ والاتصال ، وكان ذلك لأجل الآخر ، فالآخر هو غاية الفعل وطرفه وهدفه.
وقد نص بعض العلماء على أنها الدعاء على النبي | هل الصلاه على محمد هو عباره عن فعل ام هو كلام!! أرجو اجابة شافية دقيقة حتى يطمئن قلبي وأزداد قربا وتواصلا من الحبيب لفظا وحسا ونورا الجواب الأخ موفق المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لا نسلم ان السؤال الذي صدرتم به كلامكم صحيح، فلم ندع نحن ولا غيرنا ان الصلاة على محمد واله نعني ان ندعو للحبيب بان يحبه الله، واما سائر ما يدل عليه لفظ الصلاة كالصلة والرحمة والثناء ونحوها فلا اشكال فيها، اذ المانع عن الصلاة على محمد واله اذا كان بحيث انه صلى الله عليه واله قد بلغ ذروة القرب منه سبحانه وصار هو نفسه رحمة للعالمين فتكون الصلاة عليه من باب تحصيل الحاصل الذي لا فائدة منه، ولو كان هذا هو المانع لوجب ان نضع لرحمة الله تعالى ومجده وثنائه وغيرها من المقامات حدودا مع انها لا حدود لها ولا نهاية ثم لو سلمنا جدلا بان الصلاة على محمد لا تعود بالنفع اليه فان نفعها للمصلي لا ينكر، فقد ورد في فضل الصلاة عليه وثوابها بالنسبة للمصلي اخبار متواترة معنى |
---|---|
قال: ما شئت فإن زدت فهو خير لك | فلو كانت الصلاه على محمد و اله بالقول ان نطلب من الله ذلك فالله قد فعلها و يفعله في كل لحظه و اذا طلبنا ام لم نطلب هو قائم بذلك و الطلب اننا نحن نقوم بذلك و ليس ان نطلب منه انه هو يقوم بذلك!! الجواب : لا ، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به ؛ لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين ؛ ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبي صلى الله عليه وسلم ، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه ، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم " : لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه ، كأنه أمامك تخاطبه |
وإذا كان المعنى كما ذكر ونقل عن العلماء من أهل التفسير وغيرهم زال الإشكال لأن سببه كان في تصور معنى الصلاة.
26فإذا قيل : صَلَّتْ عليه الملائكة ، يعني : استغفرت له | وأما معنى الصلاة من الله على النبي صلى الله عليه وآله : فهي ترد لمعانٍ ثلاثة الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وأثرها في النشأتين ص303 |
---|---|
المحاولة التفسيرية الثانية: وهي ترى أنّ الصلاة في معناها اللغوي تدلّ على ما يخبر عن محبّة الخير للغير، أو عن تعظيم الغير، فكلّ ما يُخبر عن محبّة الخير للغير أو تعظيمه، فهو صلاة عليه، ومن هنا كان الدعاء من أشهر معاني الصلاة؛ لأنّ الدعاء يخبرنا عن محبّتك للشخص الذي تدعو له، فأصل الصلاة من الثناء الجميل وإبراز الخير للغير، ولهذا تشمل في اللغة التحية، فلو حيّيت شخصاً قالت العرب بأنّك صلّيت عليه، ولو مدحت شخصاً قالت العرب بأنّك صلّيت عليه؛ لأنّك أحببت له الخير وأبديت له ذلك، أو لأنّك عظّمته |
المحاولة التفسيريّة الثالثة : وهو ما ذكره غير واحدٍ من المفسّرين ، منهم العلامة الطباطبائي ، إذ قالوا بأنّ الصلاة في أصل اللغة تعني الانعطاف ، فكلمة : صلّى عليه ، أي انعطف نحوه ، فالله ينعطف نحو العباد ويتوجّه إليهم برحمتهم ومحبّتهم والعناية بهم واللطف بحالهم ، والعباد أيضاً ينعطفون نحو بعضهم بعضاً بالتحيّة والسلام والدعاء والمدح والثناء والشكر والرحمة وتقديم العون وغير ذلك ، وبهذا يصبح معنى الآية الكريمة كالتالي : إنّ الله وملائكته يعطفون نظرهم نحو رسول الله فاعطفوا أنتم نظركم إليه.