وهذا المقام إذا حققه العبد سهل عليه الوصول إلى المقام الأول | الحالة الثانية: أن يقترن بهما أو أحدهما فيكون معناه: تحسين الظاهر والباطن وقد فسره النبي صلى الله عليه وسلم تفسيراً لا يستطيعه أحد من المخلوقين غيره صلى الله عليه وسلم لما أعطاه الله من جوامع الكلم فقال صلى الله عليه وسلم: " الإحسان:أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" وهي أعلى مراتب الدين وأعظمها خطرا وأهلها هم السابقون بالخيرات المقربون في أعلى الدرجات |
---|---|
فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لَأَرَاهُ مُؤْمِنًا | المرتبة الأولى: الإسلام الإسلام لغة: الانقياد والإذعان |
ما مراتب الدين الثلاثة إن العقيدة الإسلامية الغراء هي التي تقوم على التوحيد، توحيد الله عز وجل بأسمائه وصفاته، في الدين الإسلامي مراتب يقصد بها الدرجات التي يصل إليها معتنق اٌسلام أو المسلم، ولا نقصد بهذه المراتب أو الدرجات أنها تقسيمات طبقية أو أنها رتب يتميز بها المسلمون عن بعضهم البعض، بل هي خلاصة أعمال العبد ومدى تقربه إلى مولاه عز وجل، لذلك على العبد المسلم أن يلتزم بكل أوامر الله عز وجل.
11المرتبة الثالثة: الإحسان وهو ركن واحد ومعناه أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك | وفي صحيح البخاري 27 ومسلم 150 عن سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى رَهْطًا وَسَعْدٌ جَالِسٌ فِيهِمْ قَالَ سَعْدٌ: فَتَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُمْ مَنْ لَمْ يُعْطِهِ وَهُوَ أَعْجَبُهُمْ إِلَيَّ |
---|---|
المرتبة الثانية: الإيمان في اللغة: التصديق المستلزم للقبول والإذعان | فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْ مُسْلِمًا إِنِّي لأُعْطِي الرَّجُلَ وَغَيْرُهُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ خَشْيَةَ أَنْ يُكَبَّ فِي النَّارِ عَلَى وَجْهِهِ " فقوله صلى الله عليه وسلم: "أو مسلما"؛ لما قال له سعد رضي الله عنه مالك عن فلان فوالله إني لأراه مؤمنا: يعني أنك لم تطلع على إيمانه وإنما اطلعت على إسلامه من الأعمال الظاهرة |
وكل مرتبة لها معنى، ولها أركان.
قَالَ: " أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ " قَالَ: صَدَقْتَ | أعلى مراتب الايمان هي الإحسان، وهو التعلق التام بالدين بالله سبحانه وتعالى تصبح كافة الأعمال لوجه الله سبحانه وتعالى، وعندما جاء جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم، يعلم النبي الاحسان فهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لكم تكن تراه فإنه يراك |
---|---|
ولهذا أجمع السلف على أنه: "تصديق بالقلب ـ ويدخل فيه أعمال القلب ـ، وقول باللسان، وعمل بالجوارح، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية | فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَوْ مُسْلِمًا" قَالَ: فَسَكَتُّ قَلِيلا ثُمَّ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَكَ عَنْ فُلَانٍ ؟ فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاهُ مُؤْمِنًا |
قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ الإِحْسَانِ ؟ قَالَ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ.
13