شجرة نسب الفاطميين بحسب ما هو شائع ومُتداول | المؤسسة العربية للدراسات والنشر - تحقيق |
---|---|
غير أن ترسّخ بين أهل الأندلس، ومحاربة للمذهب الشيعي حال دون انتشار هذا المذهب | وكانت مذاهب : ، ، ، ، هي الأكثر انتشارًا على المُستوى الشعبي، ومردُّ ذلك أنَّ الفاطميّون في بداية عهدهم اتبعوا وصيَّة الدَّاعي أبو عبد الله الشيعي القائلة: « إنَّ دَوْلَتُنَا دَوْلَةُ حُجَّةٍ وَبَيَانٍ، وَلَيْسَتْ دَوْلَةَ قَهْرٍ واستِطَالَةٍ، فَاتْرُكُوا النَّاسَ عَلَى مَذَاْهِبِهِم، وَلَا تُلْزِمُوْهُم بِاتِّبَاعِ الدَّعْوَةِ الهَادِيَةِ المَهْدِيَّة»، فلم يفرضوا التشيُّع بالقوَّة، بل عمدوا إلى الدعوة ونشر الدُعاة في طول البلاد وعرضها لحث الناس على اعتناق المذهب الإسماعيلي |
ففي سنة 529 هـ أراد «بهرام الأرمنيّ» أحد ولاة الدولة الفاطميَّة أن يصبح وزيرًا، فسار بجيشٍ إلى القاهرة وضرب عليها الحصار، حتى اضطرَّ الحافظ للرضوخ وتعيينه وزيرًا، رغم أنَّه لم يكن مسلمًا حتى.
23ويقول المُؤرِّخ أنَّ التناقض بين النسب الرسمي والنسب الذي يربط الفاطميين بميمون القدَّاح مردُّه وجود إمامتين ظهرتا بعد وفاة الإمام إسماعيل بن جعفر الصَّادق: الإمامة المُستقرَّة والإمامة المُستودعة، فالمُستقرَّة بدأت مع مُحمَّد بن إسماعيل وتُفضي إلى القائم بأمر الله، وهي إمامة حقيقيَّة في ذُريَّة الحُسين، أمَّا المُستودعة فقد بدأت مع عبدُ الله بن ميمون القدَّاح وتُفضي إلى عُبيد الله المهدي، وهي إمامة بالوصاية في أعقاب عائلة القدَّاح | ولم تمضِ أكثر من سنة، حتَّى انضمَّ أبو عبد الله إلى قافلة اليمنيين وخرج معهم إلى في سنة 279هـ المُوافقة لِسنة 893م |
---|---|
بيروت - لُبنان: دار الكُتب العلميَّة | ، الجزء التاسع الطبعة الأولى |