رحلة إلى الإسلام مع عائلة قنديل بحلول العام 1982 انتقل جيفري لمدينة سان فرانسيسكو وعمل مدرسا في جامعتها، وبدون أن يرتب ساق له القدر أحد الطلاب المسلمين، لكي يتعرف على هذا الدين من ضمن معارفة التي تلقاها خلال سنواته الماضية | فقد كان يتوقع الغضب والثورة الإلهية |
---|---|
إن أول الأمور التي يؤكد عليها القرآن هي قدرة الإنسان على المعرفة ويتميز عن الملائكة بموهبة اللغة، لأن اللغة ليست مجرد وسيلة لتعلم البشر، بل وسيلة ليتلقى بها خبرات الآخرين الذين عاشوا في مئات الأماكن البعيدة عنه ومئات السنين التي تفصله عنهم | في كتابه "الصراع من أجل الإيمان" يصف جيفري لانج تجربته مع القرآن فيقول: "لا تستطيع أن تقرأ القرآن إلا إذا كنت جاداً في قراءته |
جيفري على التِزامِه تعاليمَ الإسلام ومواظبته على الصلوات الخمس، وخصوصاً صلاةَ الفجر، الَّتي يرى أنَّها من أجمل وأفضل عبادات الإسلام، والتي يقول في شأنها: «تشعُر فيها كأنَّك انتقلت من هذا العالَم واتصلت بعالم الملائِكة؛ لتشاركها تسبيح الله تعالى وتقديسَه».
كانت أسئلته مستوحاةً من تجربته العائلية الخاصة، إذ عاش طفولةً مليئةً بالرعب وفق وصفه، فقد كان والده قاسياً وعنيفاً تجاه والدته الطيبة الودودة التي تمثل له الحب والمأوى | فقد ألقى بما في جُعْبتِه من تساؤُلات على زملائِه، الَّذين تعجَّب من وفْرة الإجابات لديْهِم عن كلِّ ما دار بخلَدِه من أسئلة |
---|---|
جيفري لانج هو بروفيسور رياضيات أمريكي، نشأ في أسرة مسيحية، ولما بلغ ستة عشر عاماً تحوّل إلى الإلحاد بعد أن اتسعت الفجوة بين الأسئلة الوجودية التي تؤرقه والعقيدة الدينية التي نشأ عليها | والسؤال: لماذا فاض قلب جيفري لانج بهذه المعاني التي لم يتفطن إليها من سبقه؟ الإجابة أنه جاء من سياق ثقافي مختلف فقرأ القرآن متحررا من قيود الثقافة والموروثات، وآمناً من شبهة الخلط بين الإلهي المقدس والتجربة البشرية |
ويؤكِّد أنَّه كان يجد إجاباتٍ لكلِّ ما يدور بخلدِه من تساؤلات، بل إنَّ ما يَدور بذهْنِه في المساء يقع على إجابةٍ له في الصَّباح، وكأنَّ القرآن يقرأ أفكارَه ويسارع في إجابتها، فقد عثر على ذاتِه وحقَّق ما كان يبْحث عنْه من الرِّضا الروحي.
2