وتقديم هذه السورة أولاً لأهميتها، والقرآن كله مهم لكن هذه آداب، وطلاب العلم بأمس الحاجة إلى هذه الآداب في الظرف الذي نعيشه، ففيها أدب المسلم مع الله —جل وعلا- ، أدب المسلم مع النبي —عليه الصلاة والسلام- ، أدب المسلم مع أخوانه المؤمنين، أدب المسلم مع الخصوم، وكل هذا سيأتي -إن شاء الله تعالى- تفصيله بحسب ما يسعف به الوقت —إن شاء الله تعالى- | |
---|---|
كذلك لا يُوْكل لشعور الفرد وجهده، كما لا يُترك لنظم الدولة وإجراءاتها |
سورة الحجرات هي السورة التاسعة والأربعون بحسب ترتيب المصحف العثماني، وهي السورة الثامنة بعد المائة بحسب ترتيب نزول السور، نزلت بعد سورة المجادلة وقبل سورة التحريم، وكان نزولها سنة تسع للهجرة، وهي سورة مدنية باتفاق أهل التأويل، وعدد آياتها ثمان عشرة آية.
29وهذه الكلمة من الكلمات الجميلة التي وردت في القرآن الكريم وتعني من ناحية أخرى أنها البقعة المستبعدة التي مُنعت من استعمالها بغيرها وهي مذكورة في سورة الحجرات بالقرآن الكريم | |
---|---|
فقط وحكي الجمل يعني إذا سميت بجملة فأنت ممكن أن تناديه، ويتوصل لنداء ما فيه أل بأي كما هنا "{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا} وكرر النداء مرة ثانية مع الوصف بالإيمان لإثارة الحمية الدينية للقلوب" يعني هذا النداء خاص بمن اتصف بهذا الوصف لأنه هو الذي يمتثل الأمر والنهي الذي آمن صدق وأيقن وأذعن صدق بقلبه وأقر بلسانه وعمل بجوارحه هذا هو الذي يمتثل، وأما من عداه فإنه لا يدخل في هذا النداء لأنه لا يمتثل ما يؤمر به ولا ينتهي عما ينهى عنه قال: " ونزل فيمن رفع صوته عند النبي —عليه الصلاة والسلام- {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ } يعني إذا نطقتم فوق صوت النبي إذا نطق {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} إذا ناجيتموه" يعني إذا تكلم النبي —عليه الصلاة والسلام- فلتكن أصواتكم دون صوته في القوة "{وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} إذا ناجيتموه بل دون ذلك إجلالاً له وهيبة" ولا شك أن خفض الصوت يدل على الإجلال وعلى هيبة من يخاطب فتجد الإنسان بكل بساطة وبكل سهولة يرفع صوته على ولده لكنه لا يرفع صوته على أبيه وعلى الكبير وعلى من يعظمه لا تجده يرفع صوته ولذا جاء النهي عن رفع الصوت حال مخاطبة النبي —صلى الله عليه وسلم- فوق صوت النبي —عليه الصلاة والسلام- إذا نطق " {وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ} حال سكوته إذا ناجيتموه {كَجَهْرِ ب عْضِكُمْ لِبَعْضٍ }" يعني مثل ما تخاطب زيد وعمرو تخاطب النبي —عليه الصلاة والسلام- لا لا يجوز هذا " بل دون ذلك إجلالاً له وهيبة " له —عليه الصلاة والسلام- ، لما نزلت هذه الآية ثابت بن قيس بن شماس خطيب النبي —عليه الصلاة والسلام- كان جهوري الصوت ومن مقتضى الخطبة رفع الصوت والنبي —عليه الصلاة والسلام- كما في صحيح مسلم إذا خطب علا صوته، فثابت بن قيس الصحابي الجليل ثابت بن قيس بن شماس يرفع صوته لأنه خطيب ومن مقتضى الخطبة رفع الصوت، لما نزلت هذه الآية خاف خوفًا شديدًا أن يحبط عمله ثم بعد ذلك اعتزل وبقي في بيته وقيد نفسه، فسأله النبي —عليه الصلاة والسلام- لأنه جرت عادته —عليه الصلاة والسلام- أن يتفقد الصحابة فإذا تأخر أحد قال أين فلان فسأل عنه خشية أن يكون مريضًا أو به علة أو شيء من ذلك فقال جار له أنا آتي بخبره فذهب إلى بيته وقال هناك في بيت الفرس مقيدًا نفسه موثقًا نفسه يبكي فقيل له: ما شأنك؟ فقال: نزلت هذه الآية وأخشى أن أكون.
24