وعلمنا أفضل صيغ الاستغفار على الإطلاق : عن شَدَّادُ بْنُ أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَيِّدُ الِاسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ قَالَ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَمَنْ قَالَهَا مِنْ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ | وقوله: الحيّ القيّوم هنا يمكن أن يكون بالنَّصب: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحيّ القيّوم يكون ذلك عائدًا إلى لفظ الجلالة، ويمكن رفعه:"الحيُّ القيوم"، فيكون بدلًا من الضَّمير: لا إله إلا هو الحيّ القيوم، أو خبر مُبتدأ محذوف على المدح، يقول:إنَّ مَن قال ذلك، ولم يُقيّده بعددٍ، قال: وأتوب إليه؛ غفر اللهُ له، وإن كان فرَّ من الزحف، المغفرة يحتمل أن تكون من الصَّغائر، دون الكبائر، ويحتمل أن تكون من الصَّغائر والكبائر |
---|---|
وفي رواية : إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ | قوله: وإن كان فر من الزحف : هذه بشارة عظيمة، وكريمة من رب العالمين، وهذا من فضل اللَّه سبحانه وتعالى على عباده، إن من ارتكب كبيره، بل وإن كانت من أعظم الكبائر، كالفرار من الزحف، الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من الموبقات المهلكة، قال عليه الصلاة والسلام: اجتنبوا السبع الموبقات |
أستغفر الله العظيمالسين والتاء للطلب: أطلب مغفرته، الذي لا إله إلا هو، هذا توسّل إليه بتوحيده -تبارك وتعالى-،وعرفنا أنَّ هذه الكلمة أشرف كلمةٍ، وأنها مفتاح الجنة، وأنها متضمنة للنفي والإثبات: لا إلهنفيٌ لكل معبودٍ سوى الله -تبارك وتعالى-، إلا الله إثبات الوحدانية له -تبارك وتعالى-، الحيّ ذو الحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدمٍ، ولا يلحقها عدمٌ، ولا يعتورها نقصٌ،و القيّوم هو القائم بنفسه، المقيم غيره، هو الذي يُقيم خلقَه بما يكون من أنواع القيام، يقوم عليهم بآجالهم، وأرزاقهم، وأعمالهم، ورزقهم، فهو المدبّر شؤونهم، الذي لا تخفى عليه من أمرهم خافيةٌ.
11قلت: أبو يعلى الموصلي الإمام الثقة صاحبالمسند، ولكن شيخه عمرو بن الحصين الكلابي البصري ضعيف متروك الحديث تهذيب الكمال:ج21ص587تر4348 وشيخه سعيد بنراشد المازني منكر الحديث لسان الميزان:ج3ص27تر94 | رواه البخاري 799 ومسلم 2705 |
---|---|
قال النووي رحمه الله: وقرر المزيري وآخرون أن سبب الرفض أنه ذكرى ونداء ينبغي أن يقتصر على الكلمة الواردة في رسائلهم ، ويمكن ربط الاقتراح بهذه الحروف | عن زيد مولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من قال: أَسْتَغْفِرُ الله الذي لا إله إلا هو الحَيَّ القيَّومَ وأتوب إليه، غُفرت ذنوبه، وإن كان قد فَرَّ من الزَّحْف» |
وقد وردت هذه الصيغة في التسبيح ، أيضا ، ومعها زيادة التحميد ، والتكبير ، والتهليل ، والحوقلة : عَنْ عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ عَنْ أَبِيهَا أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى امْرَأَةٍ وَبَيْنَ يَدَيْهَا نَوًى أَوْ حَصًى تُسَبِّحُ بِهِ ، فَقَالَ : أُخْبِرُكِ بِمَا هُوَ أَيْسَرُ عَلَيْكِ مِنْ هَذَا أَوْ أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ : سُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي السَّمَاءِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ فِي الْأَرْضِ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا خَلَقَ بَيْنَ ذَلِكَ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَدَدَ مَا هُوَ خَالِقٌ ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِثْلُ ذَلِكَ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ مِثْلُ ذَلِكَ.
12بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، سليم بن عيد الهلالي، دار ابن الجوزي، الطبعة: الأولى 1418 هـ، 1997م | فيه استغفار عظيم، وتوسّلات جليلة، ومعانٍ عظيمة في طلب المغفرة من رب العالمين، بأجمل العبارات، وأسمى الكلمات، فإن في مضامينه: 1- طلب المغفرة بأجمل العبارات وأجلّها في اقتران الطلب بأجمل الأسماء وأجلها اللَّه |
---|---|
فذكر منها التولي يوم الزحف أنه يغفر له | وله شاهد منحديث البراء بن عازب t أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط:ج7ص364ر7738 حدثنا محمد بن يعقوب، نا يعقوب بن إسحاق، ناعلي بن حميد، نا عمر بن فرقد البزار، عن عبد الله بن المختار، عن أبي إسحاق، عنالبراء بن عازب قال: قال رسول الله «من قال دبر كل صلاة: أستغفرالله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غفر له، وإن فر من الزحف» |
وفي قرنه بـ اللَّه العظيم الذي يدل على الإقران على كمال آخر زائد في كمال كل اسم على انفراده: على عظم وجلالة ألوهيته تبارك وتعالى، التي تدل على عظم الذات، والصفات، والأفعال، والسلطان، المستحق للتعظيم من جميع العالمين، وفي تخصيص اسم العظيم : مناسب في طلب المغفرة من الذنوب العظام، فإن العظيم لا يتعاظم عليه شيء مهما كبر، وإن كانت من أكبر الكبائر كالفرار من الزحف.
24