وكل إنسان له شبيه روحي يتناسب معه، فكما أن هناك من يحبك بلا سبب، هناك أيضاً من يكرهك بلا سبب تُعجب روحك بروح إنسان آخر تحس بمشاعر لا تعرف لها تفسيراً ولا تجد لها أثراً، فقط سوف ترتسم على وجهك ابتسامة تعجُبّ وتحس بشعور يمازج قلبك وفرح يداعب وجدانك أن جمع الله بينكما بموقف عجيب غريب، تجاذب الأرواح من أسمى وأرقى العلاقات الإنسانيه
وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وقيل لأنها خلقت مجتمعة ثم فرقت في أجسادها فمن وافق بشيمه ألفه ومن باعده نافره وخالفه

الارواح جنود مجندة...

و معنى تقابلها أن الأجساد التي فيها الأرواح إذا التقت في الدنيا ائتلفت أو اختلفت على حسب ما خلقت عليه الأرواح في الدنيا إلى غير ذلك بالتفارف.

الارواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ؟
وقال الخطابي وغيره : تآلفها هو ما خلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ , وكانت الأرواح قسمين متقابلين
التقاء الأرواح
باب الأرواح جنود مجندة 2638 حدثنا nindex
الارواح جنود مجندة ما تشابه منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ؟
و قال النووي رحمه الله في شرحه : قوله صلى الله عليه و سلم الأرواح جنود مجندة ، و ما تناكر منها اختلف قال العلماء : معناه جموع مجتمعة ، أو أنواع مختلفة و أما تعارفها فهو لأمر جعلها الله عليه و قيل : إنها موافقة صفاتها التي جعلها الله عليها ، و تناسبها في شيمها و قيل : لأنها خلقت مجتمعة ، ثم فرقت في أجسادها فمن وافق بشيمه ألفه ، و من باعده نافره و خالفه
! ألم تجلس مع شخص لدقائق معدودة ثم تخرج من لقائك به وكأنك تعرفه من سنين؟ ألم تتحدث مع إنسان لا يمت إليك بصلة وتبعد بينك وبينه المسافات أو تفصلك عنه سنوات وسنوات فترتاح إليه وتشعر معه بأنه يقرأ أفكارك ويجيب عن تساؤلاتك قبل أن تسألها!! وقد قال قال ابن أبي الدنيا ولما توفى بشر بن البراء بن معرور وجدت عليه أمه وجداً شديداً أي حزنت عليه حزناً شديداً ، فقالت يا رسول الله : إنه لا يزال الهالك يهلك من بني سلمه ، فهل تتعارف الموتى فأرسل إلى بشر السلام ؟ فقال نعم والذي نفسي بيده يا أم بشر إنهم ليتعارفون كما تتعارف الطير في رؤوس الشجر وقد ذكر ابن القيم في تفسيره ان هناك وفاتين وفاة كبرى وهي وفاة الموت، ووفاة صغرى وهي وفاة النوم ، وقسم الأرواح قسمين قسما قضى عليها الموت فأمسكها عنده وهي التي توفاها وفاة الموت ، وقسما لها بقية أجل فردها إلى جسدها إلى استكمال أجلها وجعل سبحانه الإمساك والإرسال حكمين للوفاتين المذكورتين أولا
وقيل : لأنها خلقت مجتمعة ، ثم فرقت في أجسادها ، فمن وافق بشيمه ألفه ، ومن باعده نافره وخالفه وقال القرطبي : الأرواح وإن اتفقت في كونها أرواحا لكنها تتمايز بأمور مختلفة تتنوع بها , فتتشاكل أشخاص النوع الواحد وتتناسب بسبب ما اجتمعت فيه من المعنى الخاص لذلك النوع للمناسبة , ولذلك نشاهد أشخاص كل نوع تألف نوعها وتنفر من مخالفها

تشابه الأرواح

لأن الوجوه والأشكال تتكرر أما الأرواح فلا تتكرر فعالم الأرواح يتعدى الشكليات والماديات حيث التجانس في الطباع الباطنة والأخلاق الخفية يورث تجاذب الأرواح وهذا ما يسمى بالتخاطر العاطفي او الالتقاء الروحي ، أرواح التقت واتفقت واشتاقت، يجمعها تجانس عجيب تساق لبعضها البعض كما تساق إلينا الأرزاق!!! وقال الخطابي وغيره : تآلفها هو ما خلقها الله عليه من السعادة أو الشقاوة في المبتدأ , وكانت الأرواح قسمين متقابلين.

باب الأرواح جنود مجندة
وكثيرا ما نتساءل بيننا وبين أنفسنا عنها
حقائق مثيرة عن تلاقي الأرواح
۩ ◄ لماذا الارواح جنود مجندة؟وما معناها؟► ۩
إن عالم القلوب والأرواح عالم آخر غير تلك العوالم المادية التي هي محدودة بقوانين معينة، فإنك إذا تذوقت طعاماً من الأطعمة، ووجدت طعمه جيداً أكلته وأحببته، وإذا وجدت طعمه أو رائحته غير ذلك أبغضته، فهذا قانون جعله الله سبحانه وتعالى لهذا الشيء، أما أن ترى أو تسمع عن شخص فتحبه، ثم تسمع بآخر ربما كان ظاهره الخير والصلاح فتبغضه، فهذا دليل على أن لهذا العالم قوانينه وسننه ونواميسه الخاصة به
وهذا يدل على أن شبه الشيء منجذب إليه بالطبع وإن كان هو لا يشعر به وكان مالك بن دينار يقول لا يتفق اثنان في عشرة إلا وفي أحدهما وصف من الآخر وإن أجناس الناس كأجناس الطير ولا يتفق نوعان من الطير في الطيران إلا وبينهما مناسبة قال فرأى يوما غرابا مع حمامة فعجب من ذلك فقال اتفقا وليسا من شكل واحد ثم طارا فإذا هما أعرجان فقال من ههنا اتفقا ولذلك قال بعض الحكماء كل إنسان يأنس إلى شكله كما أن كل طير يطير مع جنسه وإذا اصطحب اثنان برهة من زمان ولم يتشاكلا في الحال فلا بد أن يتفرقا قوله : الأرواح جنود مجندة إلخ قال الخطابي : يحتمل أن يكون إشارة إلى معنى التشاكل في الخير والشر والصلاح والفساد , وأن الخيِّر من الناس يحن إلى شكله والشرير نظير ذلك يميل إلى نظيره فتعارف الأرواح يقع بحسب الطباع التي جبلت عليها من خير وشر , فإذا اتفقت تعارفت , وإذا اختلفت تناكرت
وقد تتسائل: أترانا التقينا في زمان أو مكان سابق!!!! ومن أسرار عالم القلوب والأرواح ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {الأرواح جنود مجندة؛ ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف} رواه الامام البخاري عن عائشة 3336 ،رواه الإمام مسلم 2638عن ابى هريرة كيف تكون الأرواح جنود مجندة؟ يقول بعض المبطلين المتأولين من الصوفية : إن ذلك كان عند تلاقي الأرواح وتعارفها في عالم الأرواح قبل أن تخرج إلى عالم الدنيا، حيث كان لها جولان حول العرش قبل أن يضعها في الأجساد، وقد تعارفت هناك، ففي الدنيا إذا تلاقى اثنان، وكانت روحهما قد تعارفتا هناك، حصل بينهما التعارف والتآلف وربما ألتقي بعض المتنافرين ، لأن ذلك يعتمد على أسل الخلقة بدون سبب ولأن ذلك محمول على مبدأ التلاقي ، وقد تكون أيضا مكتسبا لتجدد وصف يقتضي الألفة بعد النفرة كإيمان الكافر وإحسان المسيء

باب الأرواح جنود مجندة

الأشرار و الله أعـــــــــــــــلم قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث :.

2
معنى حديث (الأرواح جنود مجندة)
معنى حديث جنود
ويحتمل أن يراد الإخبار عن بدء الخلق في حال الغيب على ما جاء أن الأرواح خلقت قبل الأجسام , وكانت تلتقي فتتشاءم , فلما حلت بالأجسام تعارفت بالأمر الأول فصار تعارفها وتناكرها على ما سبق من العهد المتقدم
الارواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف