بأنها ربيبة الملك، وهذا شيء جميل حتى اللحظة، أما أن يبالغ الشاعر في ذلك فيخرج بها عن طبيعة البشر جميعًا، فهذه مبالغة في غير محلها، بل لعلها تثير في النفس النفور، والاشمئزاز، فعلى الرغم من طيب رائحة المسك إلا أنه ليس مادة للخلق، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن لون المسك هو اللون الأسود، ولننظر إلى حال محبوبته حينما تتفرد بهذا المسك بين البشر الطينيين، فلا شك أنها ستكون منبوذة، ولن تلقى القبول، فكان من الأفضل لو عدل الشاعر عن هذه المبالغة، وفي سياق الاعتراض على إرسال الأنبياء من جنس البشر، يقول الحق تبارك وتعالى: {وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ }الأنعام9، فجمال الشيء يكمن في مطابقته للحقيقة وللواقع، مع بعض الخروج عن المألوف لضرورة بلاغية معينة ثم يبادر معبرًا عن مكنون صدره، وعن مرهف مشاعره، ورقيق إحساسه
فإن الأعمال العظيمة الذي ندين لها بالفضل، هي التي تقول ما كنت تود قوله، وهي التي تجعلنا نرى أشياء لم نرها من قبل أبدًا، أو رأيناه بعين مضطربة عاشية، ولن يتم ذلك إلا من خلال العاطفة الصادقة، والتي هي عبارة عن تضافر، وتفاعل مجموعة من مقومات النص التي لا يمكن لنا أن نفصل بعضها عن بعضها الآخر، ومنها: اللغة بألفاظها، وتراكيبها، وأساليبها، وصورها، وما ينتج عن ذلك كله من صور وخيال، والتي يستطيع الشاعر من خلالها أن يشرك القارئ في تجربته الخاصة، وأن يتفاعل معها وكأنه يعيش التجربة ذاتها، فإن استطاع الشاعر أن يصل بالقارئ إلى هذا المستوى من التأثير، والتأثر فقد نجح في تقديم نفسه وتقديم تجربته للآخرين، لأنه في هذه الحال يقدم تجربة إنسانية عامة، ولكن انطلاقًا من تجربته الخاصة

اعراب قصيدة ابن زيدون اضحى التنائي

.

22
ابن زيدون أضحى التنائي
ديوان ابن زيدون
البيت التاسع: كانت له الشمسُ ظئراً في أكلّتِهِ -- بلْ ما تجلّى لها إلاّ أحايينا الشمس كانت كالمرضعة لحبيبته تمنحها الجمال والإشراق ، بينما كانت المحبوبة لا ترى الشمس إلا أحياناً قليلة
الأدب العربي : الشرح والتحليل لقصيدة ‘أضحى التنائي بديلا من تدانينا ’
فهو يقول إن التباعد المؤلم بينه وبين محبوبه أضحى هو السائد بعد القرب الذي كان وحل مكان اللقاء والوصل الجفاء والهجر
مختصر الفكرة:وصف لحال الحاضر ووصف الماضي ويتخلل هذا القسم أبيات الوفاء والحب والتجلد على الواقع الأليم الصور البيانية في البيت: الطباق بين التنائي و تدانينا التداني وبين لقيانا وتجافينا
ويجدر بنا التذكير أنّ اسبانيا كانت تستغلّ هذا الجانب من قبل في كلّ مناسبة لتقايض به مصالحها مع المغرب وتقصي او تؤجل مطالبه اتاريخية في سبتة ومليلية والثغور المحتلة من طرفها بالرهان والضغط بقضية الضحراء ،على اسبانيا أن تدرك جيّداً أنه بعد الخطوة الجريئة التي أقدمت عليها واشنطن، وبعد ما أمسى يروج هذه الأيام ويُطبخ في دهاليز الإليزيه بفرنسا من مفاجآت وإرهاصات تنبئ عن قرب حدوث انفراجات في السياسة الفرنسية حول هذا الموضوع الشائك، وفتح العديد من دول العالم لقنصلياتها في الأراضي الصحراوية المسترجعة ،كلّ تلك العناصر الآنفة الذكر تُفضي ولا ريب إلى جعل المغرب في موقعٍ أكثرَ قوّة من ذي قبل الفكرة الثانية: الغزل بالمحبوبة ووصفها بأبدع التصاوير المستوحاة من الطبيعة

أضْحَى التّنائي بَديلاً مِنْ تَدانِينَا

الملف رقم 1 PDF Title ديوان ابن زيدون Subject 810 ف ر د Keywords 82569 Author أحمد بن عبد الله المخزومي أبو الوليد ابن زيدون Creator Adobe Acrobat 7.

5
شعر ابن زيدون
ولعل أول ما يطالعنا من قصيدة ابن زيدون هو ذلك النفس الحزين، والانكسار الواضح الذي جلل حياته، حتى كاد يكون الحزن هو البصمة العامة التي غطت مساحة النص كاملاً، وقد استخدم الشاعر بعد ذلك عددًا كبيرًا من الأدوات المعبرة، والتي جسدت تلك الفكرة، نذكر من ذلك على سبيل المثال: كثرة المقابلات، والطباقات الموجودة في النص، وقد أشرنا إليها في مواضع مختلفة أثناء الشرح، ونحن هنا نحاول عدم تكرار ما سبق أن قلناه، ولكننا نريد نؤكد على الفكرة الرئيسة للفقرة موضوع الدرس ألا وهي الأسلوب البصمة ، ولعل كثرة تلك المقابلات، والطباقات قد أخذت بعدًا نفسيًّا لدى الشاعر، وخصوصًا أن النص يعالج فترة من فترات البعد، والانقطاع بين محبوبين لطالما تجاذبا حبال الود، والوصال
الأدب العربي : الشرح والتحليل لقصيدة ‘أضحى التنائي بديلا من تدانينا ’
استخدم شوقي الجناس : عوادينا — وادينا و الجناس بين تقص وقصت أما ابن زيدون فقد استخدم الطباق بين التنائي والتداني وبين لقيانا وتجافينا وبين ابتلت وجفت
أضحى التنائي بديلا من تدانينا
ويشترط في الدور أن يكون على وزن وقافية مخالفين للمطلع، أو القفل، أما الأدوار فيجب أن تتحد فيما بينها في الوزن وعدد الأجزاء