بالرغم من ذلك فإن أبا لهب هو الذي أعتق جاريته لَمَّا بشَّرته بميلاد ابن أخيه فرحًا به، ومع هذا كان بعد ذلك من أشدِّ الناس عداوة له، وقد بلغ من أمر أبي لهب أنه كان يتبع النبي في الأسواق، والمجامع، ومواسم الحج ويكذِّبه | وفاته توفي أبو لهب بعد بسبع ليالٍ بمرضٍ معدٍ يسمى "العدسة" وبقي ثلاثة أيام لم يدفن حتى أنتن، فلما خافوا العار حفروا له حفرة ودفعوه إِليها بعود حتى وقع فيها ثم قذفوه بالحجارة من بعيد حتى دفنوه |
---|---|
فقامت إليه رجال ، وقالوا له: "ما لك يا أبا الحكم؟"، قال: "قمت إليه لأفعل به ما قلت لكم البارحة، فلما دنوت منه عرض لي دونه فحل من الإبل لا والله ما رأيت مثل هامته ولا مثل قصرته ولا أنيابه لفحل قط، فهم بي أن يأكلني" | وكان أبوه هو سيد بني مخزوم من في ضد قبائل |
أبو جهل كان ممن يكن العداوة والبغضاء والكراهية دائمًا للإسلام والمسلمين وقد أطلق النبي عليه ذلك المسمى نتيجة ذلك، وقد حاول مرات عديدة إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم ولكن كل محاولاته باءت بالفشل واكتملت الدعوة وانتشر الإسلام رغم كيد الكثيرين له وكل مرة كان يحاول فيها إيذاء النبي كان النبي يرد عليه بالقرآن حتى يردعه عن أقواله وأفعاله.
14وقام بدور أبو لهب الممثل | |
---|---|
أولاد أبي لهب : كان أبي لهب له زوجة غاية في الجمال والأناقة وكان أسمها أروى بنت حرب، والتي كانت تتميز بأنها تساعد زوجها في التصدي أمام الرسول صلَّ الله عليه وسلم ومحاربته والعمل على تعذيبه من خلال جلب الأشواك ووضعها أمام بيته حتى تأذى الرسول صلَّ الله عليه وسلم و نزفت اقدامه الشريفة دماً من شدة الالم و حدة الاشواك | وبعد ظهور فقد أبو الحكم حكمته وحلمه، فسماه عمه أبا جهل وذلك لسرعة غضبه والجهل في لغة العرب ضد الحِلم وهو العفو عند المقدرة، وقيل أن المسلمين سموه بهذا الاسم لشدة عداءه لهم |
وبعد أن رأت قريش منه ذلك سمّاه عمّه الوليد بن المغيرة أبو جهل لأنّه فقد الحكمة التي كانت يتمتع بها بعد بعثة النّبي -عليه الصّلاة و السّلام-، وقد بقي أبو جهل يحارب الإسلام والمسلمين، وقد كان صاحب فكرة قتل النّبي الكريم، ويروى أنّه حاول قتله مرّةً برمي حجر عليه، و لكنّ الله عصم نبيه فرأى أبو جهل إبلاً عظيمة تهمّ أن تأكله وحالت بينه وبين ما يريد، وقد قتل عدو الله يوم بدر، وقتله معوذ ومعاذ ابنا عفراء، وأجهز على قتله عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.