قال ابن كثير : المستحب الإكثار من الدعاء في جميع الأوقات، وفي شهر رمضان أكثر، وفي العشر الأخير منه، ثم في أوتاره أكثر | لقد أخفى الله سبحانه وقت هذه الليلة لحكمة عظيمة، قال ابن قدامة رحمه الله: "قال بعض أهل العلم: أبهم الله تعالى هذه الليلة على الأمة ليجتهدوا في طلبها ويجدوا في العبادة طعماً في إدراكها، كما أخفى ساعة الإجابة في يوم ليكثروا في في اليوم كله وأخفى اسمه الأعظم في الأسماء ورضاه في الطاعات ليجتهدوا في جمعها وأخفى الأجل وقيام الساعة ليجد الناس في العمل حذراً منها" |
---|---|
ونذكر هاهنا شيئاً يسيراً في مايخص هذه الليلة المباركة ، من تفسيراً لسورة القدر ، والأحاديث الواردة في صحيح البخاري عن هذه الليلة | وحظّ الأمة من ليلة القدر أكمل من حظهم ليلة المعراج، وإن كان لهم فيها أعظم حظ ولكن الفضل والشرف والرتبة العليا إنما حصلت فيها لمن أسري به صلى الله عليه وسلم" اهـ |
ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم " { لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى }.
فتخصيص بليلة القدر أو تخصيص ليلة القدر بعمرة هذا من ، وانظر كيف يزين الشيطان للإنسان العمل حتى يستحسن البدعة! وأشارت إلى أنه عن عطاء عن ابن عباس : ذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل من بني إسرائيل حمل السلاح على عاتقه في سبيل الله ألف شهر، فعجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لذلك وتمنى ذلك لأمته، فقال : "يا رب جعلت أمتي أقصر الأمم أعمارا وأقلها أعمالا ؟" فأعطاه الله ليلة القدر، فقال : « ليلة القدر خير من ألف شهر» التي حمل فيها الإسرائيلي السلاح في سبيل الله ، لك ولأمتك إلى يوم القيامة | وتابع: «وقراءة القرآن الكريم لها فضائل كثيرة منها ما جاء في الحديث الذي رواه أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن؛ كمثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن؛ كمثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن؛ مثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر |
---|---|
وقد سئل شيخ الإسلام رحمه الله عن أيهما أفضل ليلة القدر أم ليلة الإسراء، فكان فحوى جوابه رحمه الله: "أنه إن كان المراد بليلة الإسراء الليلة التي أسري فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم ونظائرها من كل عام وقيام تلك الليلة، فهذا فاسد بالاطراد من دين الإسلام، إذا لم يكن والتابعون يقصدون تلك الليلة بالتخصيص بالعبادة، هذا وكيف إذا قيل أنَّها لا تعرف عينها، ولم يقم دليل معلوم على شهرها ولا على عينها، بل النقول في ذلك مختلفة منقطعة ليس فيها ما يقطع به، بخلاف ليلة القدر التي ورد تحديد الذي تكون فيه | اللّهم أوردنا حوض نبيّك سيّدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم، واجعله لنا شفيعاً، واسقنا من يده الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبداً، ربنا قِنا عذاب النار، ربنا إننا سمعنا منادياً ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا، ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفّر عنا سيئاتنا وتوفّنا مع الأبرار، ربنا وآتنا ما وعدتنا على رُسُلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد، اللّهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلّمين والمسلّمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين |
قال القاسم -أحد رواة الحديث-: "فعددنا فإذا هي ألف شهر لا تزيد يوماً ولا تنقص".
26