وفي هذه الحالة تنتفي صحة هذا الادعاء بأن الأمير أحمد قُتل وهو طفل رضيع | |
---|---|
وسيأتي تمامه في فصل الجزية إن شاء الله تعالى ، ومن ذلك ما سيذكره المصنف من أن للإمام nindex | تعريف عقوبة التعزير لعقوبة لتعزير معنيان؛ معنى عند أهل اللغة ومعنى في اصطلاح الفقهاء وفيما يلي بيان هذه المعاني: تعرّف في اللغة بأنها: اسم من عاقب يعاقب عقاباً ومعاقبة، وهو أن تجزي الرجل بما فعل سوءاً، ويقال عاقبه بذنبه: إذا أخذه به |
ما هو التعزير في القصاص التعزيرفي القصاص هو: وصول العقوبة التعزيرية إلى حد القتل في الجرائم العظيمة، في حين اقتضت المصلحة العامة لكل من الدولة والمجتمع الإسلامي معا، كالمعتاد على الجرائم الكبيرة الخطيرة،أو كان فساد المجرم لا يزول إلا بقتله وقد يئس من إصلاحه ، وأيقن بأن استئصاله مهم جدا لتجنب فساده، وحماية المجتمع منه ومن جرائمه، ، الجاسوس فمنه خطر كبير، والداعي إلى البدع، وهذا الحكم لا يترك للقاضي ولكن يفوض إلى ولي الأمر الجرائم التي يجوز فيها الحكم في القتل.
26قال صاحب معين الحكام: ومن قال: إن العقوبة المالية منسوخة،فقد غلط على مذاهب الائمة، نقلا واستدلالا، وليس يسهل دعوى نسخها، والمدعون للنسخ ليس معهم سنة ولا إجماع، يصحح دعواهم إلا أن يقولوا: مذهب أصحابنا لا يجوز | أما إذا كان التقدير من حق الإنسان كالسب والاعتداء ، فلا تسقطه التوبة أو عفو القاضي إلا إذا عفا المجني عليه عن الجاني، ولا تسقط العقوبة بالتقادم |
---|---|
لقد جاءت العقوبات مناسبة لكل زمان ومكان شاملة لكل أنواع الوقائع، سواء كانت عقوبات حدية محددة أم عقوبات تعزيرية واسعة، قابلة للتغيير والتنوع، بحسب أحوال الزمن والوقائع، فيحدث للناس من القضاء على وفق ما أحدثوا من القضايا؛ ولأن العقوبات التعزيرية يرجع فيها إلى القاضي قرر الفقهاء النظر في استحداث عقوبات بديلة أو جديدة 81 ، ولما كانت مفاسد الجرائم متفاوتة غير منضبطة في الشدة والضعف والقلة والكثرة، جعلت عقوباتها راجعة إلى اجتهاد الأئمة وولاة الأمور، بحسب المصلحة في كل زمان ومكان، وبحسب أرباب الجرائم في أنفسهم؛ فمن سوى بين الناس في ذلك وبين الأزمنة والأمكنة والأحوال لم يفقه حكمة الشرع 82 ، فمتى قلنا الإمام مخير في صرف مال بيت المال أو في أسارى العدو أو المحاربين أو التعزير، فمعناه أن ما تعين سببه ومصلحته وجب عليه فعله، ويأثم بتركه، فهو أبدا ينتقل من واجب إلى واجب، كما ينتقل المكفر في كفارة الحنث من واجب إلى واجب، والإمام يتحتم في حقه ما أدت المصلحة إليه لا أن هاهنا إباحة ألبتة، ولا أنه يحكم في التعازير بهواه وإرادته كيف خطر له، وله أن يعرض عما شاء ويقبل منها ما شاء هذا فسوق، وخلاف الإجماع 83 | وهو يحدث عن نفسه، فيقول: «إنما أنا رحمة مهداة» |
هذه هي الفكرة الاساسية التي بُني عليها عقوبة القصاص | ناصر بن إبراهيم المحيميد، مجلة العدل، العدد 43، رجب 1430هـ |
---|---|
الضابط الثامن:أن يكون إيقاع العقوبة بالأعمال التطوعية عدلا، وألا تكون سببا للنفرة من العمل التطوعي، وأن يتم التنفيذ تحت إشراف قضائي، وألا يكون الضرر متعديا إلى غير الجاني، وأن يظهر منها القصد من العقاب وهو الزجر والردع والإصلاح والتهذيب 104 ، فالعقوبات التعزيرية يجب أن تشرف عليها عدة جهات تعنى بالمطالبة بها، ومن ثم العمل لإيقاعها، ثم السعي لتنفيذها، ولابد من التكامل التعاوني بين هذه الجهات؛ لأنه إذا لم يحصل التنسيق والتعاون لم تتحقق النتائج، فلو طالب بإيقاع عقوبة لم يتصورها القضاء ويدرس أبعادها ونتائجها، فإنه لن يحكم بها، كما أن القضاء لو حكم بحكم لا يوجد لدى جهات التنفيذ الآلية المحققة لإيقاعه؛ فإنه لا نفاذ لهذا الحكم، ولا ثمرة له | وطبيعة الايمان تجمع ولا تفرق، وتوحد ولا تشتت: «المؤمن ألف مألوف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف» |