والتوبة النصوح أعلى مقامات العابدين، وأشرف أحوال المؤمنين، وغاية طاعة المتقين | فوقف زكا وقال للرب ها انا يا رب اعطي نصف اموالي للمساكين وان كنت قد وشيت باحد ارد اربعة اضعاف |
---|---|
كيفية التوبة والرجوع الى الله ، فى الكثير من الاحيان انسانية البشر تحتم عليهم حب الدنيا واستعجال الخير والتعلق بشهوات الدنيا، وكما نعلم ان طبع الانسان خطاء ويميل فى بعض الاوقات الى تجربة الأمور الممنوعة، ومهما كان المرء صادق وملتزم الا انه لا ينفى ابداً عن المرء استحباب المعاصى، ومن رحمة الله سبحانه وتعالى على البشر انه ترك للإنسان دائماً باب التوبة مفتوح ولا يغلق الا حين رجوع الروح الى الله | وهو كمن يتوب عن الزنا بامرأة، وهو مصر على الزنا بغيرها غير تائب منها، أو تاب من شرب عصير العنب المسكر، وهو مصر على شرب غيره من الأشربة المسكرة، فهذا في الحقيقة لم يتب من الذنب، وإنما عدل عن نوع منه إلى نوع آخر |
هكذا فعل الابن الضالّ بعد ان أخذ نصيبة من ميراث ابيه وبدّده فى ارض الخطية وجاع ولم يجد ما يشبعه حتى من أكل الخنازير كرمز للخطية، يجب ان نفكر فيما حصدناه فى البعد عن الله ونصارح أنفسنا والله ونقف أمامه فى خشوع ودموع ونقول له اخطأت يا ابتاه فى السماء وقدامك ولست مستحقاً ان ادعى لك ابناً ومن ثم نبدأ بالعمل على البعد عن الخطية والعثرات ونجاهد فى الصلاة وضبط النفس واكتساب الفضائل الروحيّة.
21وفي تفسير الإمام الطبري لتلك الآية يقول: إن الاثم والخطيئة أمران مختلفان، لأن الخطيئة هى الذنب الذي يرتكبه المرء بشكل التعمد او الاصابة به من غير قصد، اما الإثم يعتبر ما لا يحل ابداً من المعاصى، والمعصية ترتكب بشكل واحد وهو الشكل المقصود، فاذا أنكر المرء الاثم والمعصية او كلاهما على وجه القصد والتعمد وادعى برائته من تلك الافعال فانه يكون يكذب على نفسه اولاً، وثانيا يكذب على ربه، فيكون أصاب المرء من الإثم أعظمه لأنه تجرأ بالكذب والافتراء على الله | الثامن : أن تختار من الرفقاء الصالحين من يعينك على نفسك ويكون بديلاً عن رفقاء السوء وأن تحرص على حلق الذكر ومجالس العلم وتملأ وقتك بما يفيد حتى لا يجد الشيطان لديك فراغاً ليذكرك بالماضي |
---|---|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،، نسأل الله العظيم أن يتوب علينا لنتوب، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا | حينئذ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب |
التوبة هى عودة الإنسان الخاطئ الى الله بعزم قلب وارادة صادقة.
وينبهنا أن لا نستهين بغنى لطف الله وامهاله علينا بل يجب ان نسرع الى التوبة {ام تستهين بغنى لطفه وامهاله وطول اناته غير عالم ان لطف الله انما يقتادك الى التوبة} رو 2 : 4 | وكذلك لا يسمى تائباً من عجز عن فعل معصية لأمر خارج عن إرادته ، كالكاذب إذا أصيب بشلل أفقده النطق ، أو الزاني إذا فقد القدرة على الوقاع ، أو السارق إذا أصيب بحادث أفقده أطرافه ، بل لابد لمثل هذا من الندم والإقلاع عن تمني المعصية أو التأسف على فواتها ولمثل هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : الندم توبة رواه أحمد وابن ماجه ، صحيح الجامع 6802 |
---|---|
ولا يسمى تائباً من ترك الذنوب لحفظ صحته وقوته ، كمن ترك الزنا أو الفاحشة خشية الأمراض الفتاكة المعدية ، أو أنها تضعف جسمه وذاكرته | لقد غفر لبطرس نكرانه وجحوده وردّه الى رتبته مرة اخرى كما غفر لهارون رئيس الكهنة قديما اشتراكه فى صنع العجل الذهبي وعبادته بدلا من عبادة الله الحيّ { الرب رحيم ورؤوف طويل الروح وكثير الرحمة |
ذلك بأن الإصرار قاطع للتوبة، ودليل على أنها لم تحصل في القلب على وجه الحقيقة.