الثالثة: قوله تعالى: {فساهم} قال المبرد : فقارع، قال : وأصله من السهام التي تجال قال أبو هريرة رضي الله عنه; وهيأ الله له أروية وحشية تأكل من خشاش الأرض - أو قال هشاش الأرض - قال فتتفشح عليه فترويه من لبنها كل عشية وبكرة حتى نبت وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره وهو; فأنبت يقطينا عليه برحمة من الله لولا الله ألقي ضاحيا
وكذلك في مسألة الأعبد الستة ، فإن كل اثنين منهما ثلث ، وهو القدر الذي يجوز له فيه العتق في مرض الموت ، وتعيينهما بالتشهي لا يجوز شرعا ، فلم يبق إلا القرعة إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ، والفلك: مضى الكلام على هذا بأنها السفن وتقال للواحدة وللجمع، قال: فَسَاهَمَ أي: قارع، هذه الفلك أوشكت على الغرق فأجروا قرعة فكان ذلك يخرج في سهمه، يعني أنه يُلقَى في البحر، ساهم، فأصل المساهمة هي المغالبة وهي الاقتراع من إجالة السهام، فالقرعة يقال لها مساهمة، قال: فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ قال: أي المغلوبين، وأصل الدحض هو الزلق عن مكان الظفر، هكذا يفسره أهل العلم، فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ دحض: زلق تزل به الأقدام، ودحض: مزلة تزل بها الأقدام فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ

فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ

فقال لهم : يا قوم اطرحوني فمن أجلي أوتيتم؛ فذلك قول الله عز وجل: {فساهم فكان من المدحضين} أي وقع السهم عليه؛ فانطلقوا به إلى صدر السفينة ليلقوه في البحر، فإذا الحوت فاتح فاه، ثم جاءوا به إلى جانب السفينة، فإذا بالحوت، ثم رجعوا به إلى الجانب الآخر، فإذا بالحوت فاتح فاه؛ فلما رأى ذلك ألقى بنفسه فالتقمه الحوت؛ فأوحى الله تعالى إلى الحوت : إني لم أجعله لك رزقا ولكن جعلت بطنك له وعاء.

25
تأملات في قول الله تعالى : ‏( فلولا أنه كان من المسبحين .. )‏ !
وَهُوَ سَقِيمٌ أي: ضعيف البدن
القرآن الكريم
قال قتادة : كان يصلي قبل ذلك لحفظ الله عز وجل له فنجاه
فلولا أنه كان من المسبحين
قال : فتساهموا فوقع على يونس؛ فقال لهم : يا قوم اطرحوني فمن أجلي أوتيتم؛ فقالوا : لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى
قال ; فتساهموا فوقع على يونس ، فقال لهم ; يا قوم اطرحوني ، فمن أجلي أوتيتم ، فقالوا ; لا نفعل حتى نتساهم مرة أخرى مكافأة المسبحين الحالة التي كان يعاني منها سيدنا يونس جعلت الله يتكفل بتوفير وتهيئة البيئة المناسبة لرعايته مكافأة له علي حرصه علي تسبيح الله وشكره فالله تعالي لم يقل " لولا أن كان من المرسلين أو النبيين " بل قال المسبحين فالتسبيح وذكر الله فى أيام الرخاء هي فقط من يوفر طوق النجاة للمسبحين وقت الضيق ويجعلهم قادرين بفضل الله على تجاوز حالات الغم والهم والضيق مكافأة من الله للمسبحين
وقال الحسن ; ما كان له صلاة في بطن الحوت ، ولكنه قدم عملا صالحا في حال الرخاء فذكره الله به في حال البلاء ، وإن العمل الصالح ليرفع صاحبه ، وإذا عثر وجد متكأ فهذه ثلاثة مواطن ، وهي القسم في النكاح ، والعتق ، والقسمة ، وجريان القرعة فيها لرفع الإشكال وحسم داء التشهي

آیه 143 سوره صافات

وقيل ; من المسبحين من المصلين في بطن الحوت.

18
فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
وقال غيره : إنما قيل ليونس أبق؛ لأنه خرج بغير أمر الله عز وجل مستترا من الناس
[6] من قوله تعالى: {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ} الآية:139 إلى آخر السورة
الأول ; كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه
فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ
قال : فبينما هم كذلك إذ رفع حوت عظيم رأسه إليهم أراد أن يبتلع السفينة، فقال لهم يونس : يا قوم هذا من أجلي فلو طرحتموني في البحر لسرتم ولذهب الريح عنكم والروع
وقال الربيع بن أنس : لولا أنه كان له قبل ذلك عمل صالح للبث في بطنه إلى يوم يبعثون قال : ومكتوب في الحكمة - إن العمل الصالح يرفع ربه إذا عثر واختلف علماؤنا في القرعة بين الزوجات في الغزو على قولين ، الصحيح منهما الإقراع ، وبه قال فقهاء الأمصار
سيدنا يونس ابن متى أحد أنبياء الله تعالى ينتهي نسبه الي بنيامين شقيق سيدنا يوسف وصولا الي خليل الله إبراهيم عليهم جيعا السلام ارسله الله برسالته إلي أهل نينوى في العراق والمعروفة حاليا بالموصل وهم قوم شاع بينهم الشرك فكانوا يعبدون الأصنام، فأوحى إليهم الله نبيه يونس لإرشادهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، إلا أنّهم كذّبوه، وكفروا برسالته، وأصرّوا على عبادة أصنامهم وأوثانهم لاأله ألا أنت سبحانك أني كنت من الظالمين

(13) من قوله تعالى {وإن لوطا لمن المرسلين} الآية 133 إلى قوله تعالى {فآمنوا فمتعناهم إلى حين} الآية 148

فلما رأى ذلك ألقى نفسه في البحر ، وذلك تحت الليل فابتلعه الحوت.

13
قال تعالى فلولا أنه كان من المسبحين
قال ابن عباس ; من المسبحين من المصلين
القرآن الكريم
وتكون {كان} على هذا القول زائدة؛ أي فلولا أنه من المسبحين
فلولا أنه كان من المسبحين
الثالث ; أن رجلين اختصما إليه في مواريث قد درست فقال ; اذهبا وتوخيا الحق ، واستهما ، وليحلل كل واحد منكما صاحبه