والخيرية أنواع، وفي أبواب متعددة، فمنها الشجاعة، والكرم، والعلم، والمعرفة، وكل هذه من صفات الخير، ولكن هناك صفات ترجع لأمور الدنيا، وهناك صفات ترجع لأمور الدين، فنجد النبي صلى الله عليه وسلم وضع المبدأ في هذا المقام أقرؤكم ، و أقرأ هنا أفعل تفضيل، فهل معنى القراءة من مادة قرأ بمعنى: تلا كتاب الله، أو قرأ بمعنى فقه؟ نجد بعض الناس يختلفون في ذلك، ولكن إذا كان الشخص قارئا فقيها ورعا زاهدا فهو أولى، ولا شك في ذلك، وإذا وجدت بعض الصفات، بأن كان عابدا زاهدا ورعا لكنه عامي لا يحسن التلاوة، ووجد إنسان من عامة الناس مستور الحال، وهو أجود الحاضرين قراءة لكتاب الله، بمعنى: أجود الناس قراءة -كما جاء عن علي رضي الله تعالى عنه تفسيره: بأن يكون مجودا معربا لكتاب الله- فنحن في حاجة إلى من يقرأ القرآن معربا، لا لمن حفظ حروفه، فمجرد حفظ الحروف مع عدم إقامة التلاوة لا يصلح في هذا المقام | |
---|---|
وحكى أبو حازم قال : شهدت حسينا حين مات الحسن , وهو يدفع في قفا سعيد بن العاص , ويقول : تقدم , لولا السنة ما قدمتك وسعيد أمير المدينة وهذا يقتضي سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وروى الإمام أحمد بإسناده عن عمار مولى بني هاشم قال : شهدت جنازة أم كلثوم بنت علي , وزيد بن عمر فصلى عليها سعيد بن العاص وكان أمير المدينة وخلفه يومئذ ثمانون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فيهم ابن عمر , والحسن والحسين وسمى في موضع آخر زيد بن ثابت , وأبا هريرة | رواه مسلم 1079 وخلاصة ما دلت عليه هذه الأحاديث أن الأحق بالإمامة : هو الأقرأ لكتاب الله العالم بفقه صلاته |
فـ أقرؤكم أي: أجودكم قراءة وبعضهم يقول: أقرؤكم أكثركم قراءة | رواه الحاكم والبيهقي والترمذي وصححها البغوي والألباني |
---|---|
فالإجابة الأكثر تكون للشخص الذي هو أعلى درجة وله مكانة في المجتمع، فكذلك المؤذن | أكثرهم قراءة، لكن ذلك مشروط بما إذا كان يعرف ما يتعين معرفته من أحكام صلاته كما قدمنا، فإذا وجد فإنه يقدم على غيره بشرط سلامته من الفسق، أما إذا كان فاسقاً فإنه يقدم عليه غيره ممن دونه في القراءة إذا كان ورعاً محافظاً على أداء صلواته مع الجماعة |
إلخ، ثم الوالي أو الأمير، للحديث السابق: «لا يؤم الرجل الرجل في سلطانه» ، ثم الأولياء العصبات.
24