نشأته منظر عام قديماً، وفيها وُلد الإمام مالك وعاش أكثر حياته ومات نشأ الإمام مالك في بيت اشتغل ، وفي بيئةٍ كلُّها للأثر والحديث، أما بيته فقد كان مشتغلاً واستطلاع الآثار وأخبار وفتاويهم، فجده مالك بن أبي عامر كان من كبار التابعين وعلمائهم، وقد روى عن مجموعة من الصحابة، أما أبوه أنس فلم يكن اشتغاله بالحديث كثيراً، إذ لم يُنسب إلى مالك أنه روى عن أبيه إلا خبراً واحداً يُشك في نسبته إليه، فلم يكن أنسٌ إذا من المشتغلين بالعلم والحديث | فقال : أذله الله تعالى!! وقد دعا له النبي محمد -صلى الله عليه وسلم — قائلاً: «اللهم أكثر ماله وولده وأطل عمره واغفر ذنبه»،وقد استجاب الله لدعوة نبيه، فكثر نسله حتى جاوز المائة في حياته،وأطال الله في عمره وكثر رزقه |
---|---|
وقد قال الإمام في معنى هذا الحديث: قد قال نبيُّ الهدى حديثاً من خصَّه الله بالسكينة يخرج من شرقها وغربٍ من طالبي الحكمة المبينة فلا يرَوا عالماً إماماً أعلمَ من عالم المدينة ثناء بعض العلماء عليه قال : «إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد التابعين» | » وكان يتلهّى بتربية الحمام في مطلع حياته فغضبت، وانقطعت إلى سبع سنين وفي رواية: ثماني سنين لم أخلطه بغيره، وكنت أجعل في كمي تمراً، وأناوله صبياناً وأقول لهم: «إن سألكم أحد عن الشيخ فقولوا مشغول» |
وصلى عليه أميرُ المدينة، وحضر جنازته ماشياً، وكان أحدَ من حمل نعشَه.
لاسم الإمام مالك ملحوق كان الإمام مالك يبتعد عن الثورات والتحريض عليها، وعن الفتن والخوض فيها، ومع ذلك فقد نزلت به محنة في في عهد ، وقد اتفق المؤرخون على نزول هذه المحنة به، وأكثر الرواة على أنها نزلت به سنة ، وقيل سنة ، وقد ضُرب في هذه المحنة بالسياط، ومُدت يده حتى انخلعت كتفاه، وقد اختلفوا في سببها على أقوال كثيرة أشهرها: أنه كان يحدث بحديث: « ليس على مستكره طلاق»، فاتخذ مروجو الفتن من هذا الحديث حجةً لبطلان بيعة ، وذاع هذا وشاع في وقت خروج بالمدينة، فنُهي عن أن يحدث بهذا الحديث، ثم دُس إليه من يسأله عنه، فحدث به على رؤوس الناس، فضُرب | قُتل أبوه مالك بن النضر أبو أنس في الجاهلية، فتزوجت أمه أم سليم مليكة بنت ملحان النجارية وهي أيضًا صحابية من أبي طلحة الأنصاري، وأنس أخو الصحابي البراء بن مالك وكان لأبن مالك أيضا دور مهم في المشاركة في 8من غزوات النبي صلي الله عليه وسلم وتعود قصة ارتبط الصحابي الجليل أنس بن مالك بالرسول صلي الله عليه وسلم بعد هجرته المباركة إلي يثرب فما أن وطـأت قدمه الشريفة المدينة المنورة ، حتى دفعت أم سليم ابنها أنس للنبي ليقوم على خدمته، وعمره يومها عشر سنين، وقالت له: "يا رسول الله |
---|---|
خدم أنس بن مالك النبي محمد مدة مقامه بالمدينة عشر سنين، عامله فيها النبي محمد معاملة الولد، وكنّاه أبو حمزة، فكان يخصّه ببعض أحاديثه، وأحيانًا ما كان يناديه «يا بني»، وما عاتبه على شئ فعله، وما ضربه قط | وكان الغالب على أهل الأندلس مذهب ، وأول من أدخله بها صعصعة بن سلام لما انتقل إليها، وبقي بها إلى زمن الأمير ، ثم انقطع مذهب الأوزاعي منها بعد سنة ، وغلب عليها المذهب المالكي |
اشتُهر بعلمه الغزير وقوة حفظه وتثبُّته فيه، وكان معروفاً بالصبر والذكاء والهيبة والوقار والأخلاق الحسنة، وقد أثنى عليه كثيرٌ من العلماء منهم بقوله: «إذا ذُكر العلماء فمالك النجم، ومالك حجة الله على خلقه بعد ».
10