ولعل الحزن التشكيلي السوري كان السمة الغالبة على هذه المرحلة، فالحزن يصنع المبدعين وأحيانا يكلفهم حياتهم كما حصل مع الفنان السوري الشاب محمود مجدل بيك 1984-2017 الذي كان على وشك أن يخطو إلى العالمية على الرغم من صغر سنه، بيد أنه دفع حياته بعد أن تم سحبه إلى خدمة العلم الإلزامية، وموت رسام الكاريكاتير أكرم رسلان في السجن تحت التعذيب، وقضاء النحات مروان قنبر حزينا بعدما فقد آخر علبة دواء له، لعدم توافرها في منطقته الواقعة بحي الجورة بعد تحطم أغلب تماثيله خلال القصف، وغيرهم كثيرون | عشر سنوات من المتابعة، خمسة أعوام من البحث الميداني في جميع أقطا الوطن العربي، هذا الجهد المتواضع، يظهر في اللحظة الحافلة المطلوبة وفي زمنها الحقيقي، على ما هو عليه من نقص في تكامليات المرحلة وتبلورها، هو مدخل يرؤخ مسيرة الفن المعاصر في الوطن العربي من منطلق عربي، نحو آفاق الإنسانية الأرحب |
---|---|
خلال حقبة حضارات البحر الأبيض المتوسط القديمة ، بما في ذلك الحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية في وقت لاحق ، بالإضافة إلى الفن الكارولنجاني والأوتوني والرومانيسكي والقوطي في العصور الوسطى ، كان يُنظر إلى الفنانين التشكيليين على أنهم مجرد عمال مهرة — مثل مصممي الديكور الداخلي المهرة أو النحاتين ، لم يتم رفع مهنة الفنان إلى مستوى أعلى جديد حتى عصر النهضة ، ونلاحظ الفرق بين الفن التشكيلي قديمًا وبين والمكانة التي يصل إليها الفنانين | بل إن العديد من الفنانين الشبان خاصة، فتحوا نوافذ حول فن التنصيب وفن الأرض وغيرهما من التعبيرات التشكيلية الحديثة |
وينص الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه "لكل شخص حق المشاركة الحرة في حياة المجتمع الثقافية، وفي الاستمتاع بالفنون، والإسهام في التقدم العلمي وفي الفوائد التي تنجم عنه | راجت المدرسة الانطباعية في سوريا مع بداية الخمسينيات، وظهرت محاولات عدة لخلق انطباعية سورية مستمدة من التراث السوري بهدف تشكيل بصمة الانطباعية السورية، وبالفعل حازت تلك المرحلة على عدد كبير من التجارب الفنية السورية، وحاول الفنانون السوريون مستلهمين تراثهم وثقافتهم المعاصرة وقدرتهم على التجديد والإبداع طرح نماذج عدة لأعمال فنية مستوحاة من الأصالة السورية، كان من أهمهم: — عبد الوهاب أبو السعود 1897-1951 الذي اشتهر بلوحات الطبيعة الصامتة ولوحات زيتية بموضوعات مختلفة، منها "حوادث وبطولات التاريخ، طارق بن زياد وفتح الأندلس" |
---|---|
سامر قحطان القيسي الموقع الرسمي للعتبة الحسينية المقدسة | وسَرَد مختلف النشاطات التشكيلية المهمة التي عرفتها أهم مدن المملكة العربية السعودية في مجال الفنون التشكيلية، على غرار تزيين عدد من المطارات السعودية، منها مطار جدة الدولي الذي تحلّى بمجموعة من الأعمال التشكيلية الضخمة التي أنجزتْها نخبةٌ من أبرز التشكيليين العرب |
إن الممارسة التشكيلية سبيل للتواصل البصري بمرحلة أولى ثم الفكري، إنها حتما من الطرق الناجحة للنقد والتعبير.