ويلجأُ نحاةٌ آخرون إلى إعراب شبه الجملة من الجار والمجرور في محلِّ نصب مفعول لأجله، وفي رأي هؤلاء فإنَّ المصدر بعد حرف الجر هو فعلًا اسم مجرور فقط وليس مفعولًا لأجله، ولكنَّ المعنى المفهوم من شبه الجملة المكوَّنه من حرف الجر والمصدر المجرور في محلِّ نصب مفعول لأجله | |
---|---|
نصحت للأمر بالمعروف، نصحت الأمرَ بالمعروف | وفي المقابل يكتب عباس حسن أنَّ لا فرق في المعنى بين المفعول لأجله قبل وبعد دخول حرف الجرِّ عليه |
ويُرَدُّ عَلى هذه الأقوال من عدَّة نواحٍ، أوَّلها أنَّ الغرض من المفعول لأجله يختلف عن الأغراض المعنوية لكلٍ من المفعول المطلق والتمييز والحال، فالمفعول لأجله يُذكر في الجملة لبيان السبب والعلَّة المرتبطة بالحدث، ولا نلاحظ وجود هذا الغرض لدى أقرانه من المنصوبات | |
---|---|
ذَهبَ الرِياشي، وهو أحد نحاة البصرة، إلى منع مجيء المفعول لأجله مُعَرَّفًا، سواء بأل التعريف أو بالإضافة، ويُوجِبُ تنكيره مشابهةً بالحال والتمييز |
يأتي دائماً المفعول لأجله في جمل اللغة العربية المختلفة بعد فعل ما.
ويستشهد النُّحاة لإجازة مجيئ المفعول لأجله مصدرًا غير قلبي بعدد من الشواهد القرآنية، ومن هذه آيةٌ من سورة الأنعام، يُذكر فيها: «وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ اِفتِرَاءً»، فالملاحظ أنَّ الافتراء ليس مصدرًا قلبيًا | أما الفاعل فهو اسم يدل على من قام بالفعل |
---|---|
شروط المفعول لأجله 1 — أن يكون مصدرا قلبيا أحاسيس نفسية داخلية كالحب والبغض ، والخوف … لا مشتقا ولا جامدا | أنواع المفعول لأجله لا يأتي المفعول لأجله في أغلب الآراء سوى مصدرًا أو ما صُنِّفَ ضمنه وأُلحِق به، وهذا من شروط نصب الاسم على أنَّه مفعول لأجله، فإن لم يتحقَّق هذا الشرط، أي إذا لم يكن الاسم مصدرًا، لا يُنصب على المفعولية ويجب عندها جرَّه بحرف جّرٍّ للتعليل |
ويكتب عبده الراجحي أنَّ المفعول لأجله يُستعمل في أغلب الأحيان إمَّا مُنَكَّرًا أو مُضَافًا، ولم يذكر مجيئه مقرونًا بأل التعريف.
28