وهكذا ما يذكرونه، وجعل بين البحرين حاجزا: يقولون: بين البحر والبحر وليس البحر والنهر، يقولون: البحر والبحر الملتقى بينهما يكون له خصائصه، هذه المنطقة تعيش فيها كائنات غير الكائنات التي تعيش هنا وهنا، ونسبة الملوحة فيها تختلف عن هذا البحر، وهذا البحر، فهذا حاجز بين البحرين، ونحن نعرف أن البحار تختلف في خصائصها والكائنات التي تعيش فيها، يعني: في نسب الملوحة، والنباتات التي تكون فيها، والكائنات التي تعيش فيها | فالفرض الأول غير ممكن إذ لابد أن تبين أثار فعله في الكون |
---|---|
الدرس الخامس : سـ1: ما الرد العقلي على القائلين بأن الكون جاء بالمصادفة ؟ - يشبه القول القول بإن كتابا ضخما وجد نتيجة إنفجار في مطبعة فتطايرت الحروف و السطور ووقع بعضها على جانب بعض فتألفت منها الكلمات و تكونت منها السطور و الصفحات حتى تم الكتاب على أجث نظام | فابن القيم يقول: أإله مع الله خلق هذا؟! كلمة عالمين يمكن فهمها في إطارها الكوني الأوسع، ويمكن فهمها في إطار عالم الإنسان - كما ورد في رواية الإمام زين العابدين عليه السلام ، لأن الكائن البشري أشرف المخلوقات، ولأن الإنسان هو الهدف الأساس من هذه المجموعة الكبرى وليس بين الفهمين أي تناقض |
وما يقال زيادة على ذلك من التفصيلات قد لا يناقض ما قاله السلف أعني ما يذكره أصحاب الإعجاز العلمي فهذا من الأمثلة التي يمكن أن يقبل فيها ما يقولون: فحينما يقولون مثلاً: جعل بينهما حاجزاً: جعل مكان الملتقى هذا المكان الذي يُلتقي فيه، يصب فيه النهر للبحر، هذه المنطقة تبقى منطقة لها خصائص معينة، وتعيش فيها كائنات معينة، وذاك بحر، هذا هو الحاجز، أو ما يقولونه من أن المياه الحلوة العذبة حينما تصب في البحار تبقى وتحافظ على خصائصها، وأن العيون التي في البحار لها مساراتها، وأنها لا تمتزج بماء البحر -على أنها تتحول إلى ملح- وإنما تبقى حلوة، فإن صح ذلك فهذا من جملة التفصيل الذي يذكر في الآية.
قال ابن القيم -رحمه الله: "فإن الرسول هو المبلغ عن الله كلامه، وليس فيه إلا البلاغ، والكلام كلام الرب -تبارك وتعالى- فهو الذي حمد نفسه وسلم على صفوة عباده، وأمر رسوله بتبليغ ذلك فإذا قال الرسول: الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى كان قد حمد الله وسلم على عباده بما حمد به نفسه وسلم به هو على عباده فهو سلام من الله ابتداء ومن المبلغ بلاغا ومن العباد اقتداء وطاعة، فنحن نقول كما أمرنا ربنا -تبارك وتعالى- الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى" | |
---|---|
وروي عن سفيان بن عيينة ورؤبة بن العجاج أنهما قالا الحمد لله بالنصب وهو على إضمار فعل ، وقرأ ابن أبي عبلة : الحمد لله بضم الدال واللام إتباعا للثاني الأول وله شواهد لكنه شاذ ، وعن الحسن وزيد بن علي : الحمد لله بكسر الدال إتباعا للأول الثاني | أمثلة على توحيد الربوبية والألوهية الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى صحابته الغر الميامين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين، اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين |
٦ - كلمة "عالمين" جمع "عالم"، والعالم: مجموعة من الموجودات المختلفة ذات صفات مشتركة، أو ذات زمان ومكان مشتركين، كأن نقول: عالم الإنسان، وعالم الحيوان، وعالم النبات.