يا بندگى نما پروردگار خود را تا آنكه علم ضرورى حاصل شود به مرگ و از دنيا رفتن | {وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ} المانع لك من تحصيل فوزك وسعادتك، فأمره بالصبر الذي فيه يحصل المحبوب، وبالاستغفار الذي فيه دفع المحذور، وبالتسبيح بحمد الله تعالى خصوصًا { بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ } اللذين هما أفضل الأوقات، وفيهما من الأوراد والوظائف الواجبة والمستحبة ما فيهما، لأن في ذلك عونًا على جميع الأمور |
---|---|
قال الشيخ السعدي: فالتحكيم في مقام الإسلام، وانتفاء الحرج في مقام الإيمان، والتسليم في مقام الإحسان | الثانية: النوافل، وفيها قوله تعالى " ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه " والنوافل مرتبة أدنى لكنها إذا اجتمعت مع الفرائض حققت للعبد شيئاً عظيماً " كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به " فيصير مسدداً في أقواله، وأفعاله، وسمعه، وبصره، مستجاب الدعاء 9 - نسأل الله الكريم من فضله- ولا يعني هذا أن النوافل أفضل، كما أنه لا يعني أن المحبة حصلت بسببها لقوله: " وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه " ولذا قال ابن حجر - رحمه الله -: المراد من النوافل: ما كانت حاوية للفرائض، ومشتملة عليها، ومكملة لها، ولذا قال بعض أهل العلم: من شغله الفرض عن النفل فهو معذور، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور |
ثم قال ابن كثير: ويستدل على تخطئة من ذهب من الملاحدة إلى أن المراد باليقين المعرفة، فمتى وصل أحدهم إلى المعرفة يسقط عنه التكليف عندهم، وهذا كفر وضلال وجهل، فإن الأنبياء عليهم السلام كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله، وأعرفهم بحقوقه وصفاته، وما يستحق من التعظيم، وكانوا مع هذا أعبد وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة، وإنما المراد باليقين ههنا الموت، كما قدمناه.
ثم قال ابن كثير: ويستدل على تخطئة من ذهب من الملاحدة إلى أن المراد باليقين المعرفة، فمتى وصل أحدهم إلى المعرفة يسقط عنه التكليف عندهم، وهذا كفر وضلال وجهل، فإن الأنبياء عليهم السلام كانوا هم وأصحابهم أعلم الناس بالله، وأعرفهم بحقوقه وصفاته، وما يستحق من التعظيم، وكانوا مع هذا أعبد وأكثر الناس عبادة ومواظبة على فعل الخيرات إلى حين الوفاة، وإنما المراد باليقين ههنا الموت، وقال الحسن البصري — رحمه الله — : يا قوم المداومة المداومة، فإن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً دون الموت ، فلم يجعل الله في الآية الكريمة حداً زمانياً، أو مكانياً، أو كمية من العمل، إذا وصل إليها العبد توقف عن العبادة وإنما جعل ذلك حتى الموت | وقد ذكر الموت أيضاً في مواضع أخرى بإسم اليقين، كما في قوله تعالى: «قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ |
---|---|
حدثني عباس بن محمد ، قال : ثنا حجاج ، قال : قال ابن جريج : أخبرني ابن كثير أنه سمع مجاهدا يقول : حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ قال : الموت | ولذلك فالمؤمن الكيس الفطن هو الذي ينتقل من طاعة إلى طاعة، ومن عبادة إلى عبادة، ويحرص على الإكثار من الدعاء فالدعاء هو العبادة، ولن يهلك مع الدعاء أحد، وإذا ألهم العبد الدعاء فإن الإجابة معه، ولا تعارض بين هذا كله وبين العمل والتكسب ،والقيام بواجب الدعوة إلى الله — تعالى -، أقول قولي وأستغفر الله لي ولكم ا لخطبة الثانية وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ الحمد لله رب العالمين |