ولطالما كثر تحذيرُ العلماء المرشدين للسائرين إلى الله تعالى من الوقوف والانقطاع، وشحذُ هممهم لمواصلة السير ومتابعة الجد، وترغيبُهم بنعيم الوصول وسعادة القرب | |
---|---|
ولا بد لها من قسم من هذه الأقسام الثلاثة فلتختر أيها شاءت | وليس المراد أنك تجعل شغلك الاشتغال بمصالح الخلق فلا بدّ من توزيع الوقت وتقسيمه ، فتجعل لك وقتا للتضرّع إلى الله ووقتا لمعاشرة الخلق ، بأن يكون جالبا لرضاء الله ، ومقصوداً به وجهه ، وليكن حظك من الأول أوفى ، وليكن هو همّك وبغيتك ، فإنه المطلوب منك بالأصالة … |
قال أبو بكر الكتاني وأبو الحسن الرملي رحمهما الله تعالى: سألْنا أبا سعيد الخراز، فقلنا: أخبرنا عن أوائل الطريق إلى الله تعالى ؟ فقال: التوبة، وذكر شرائطها، ثم يُنقل من مقام التوبة إلى مقام الخوف، ومن مقام الخوف إلى مقام الرجاء، ومن مقام الرجاء إلى مقام الصالحين، ومن مقام الصالحين إلى مقام المريدين، ومن مقام المريدين إلى مقام المطيعين، ومن مقام المطيعين إلى مقام المحبين، ومن مقام المحبين إلى مقام المشتاقين، ومن مقام المشتاقين إلى مقام الأولياء، ومن مقام الأولياء إلى مقام المقريبن.
27لا خير ولا راحة إلا في الإقبال على الله ، والتوجّه إليه ، وبذلك يسهل كل شيء من مهمات الدنيا والآخرة ، وكل تعبٍ وهمٍّ وشدةٍ وغمٍّ فإنما يترتب على الغفلة عن الله والإدبار عنه ، وهذا ما يتعلق بالأمر الأول من الأمور التي تلزم من يريد أن يسلك سبيل الله | اللهم بفضلك وبرحمتك أعل كلمة الحق والدين ، وانصر الإسلام والمسلمين ، وأعز المسلمين ، وخذ بيد ولاتهم إلى ما تحب وترضى إنك على ما تشاء قدير وبالإجابة جدير |
---|---|
اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك ، وبطاعتك عن معصيتك ، وبفضلك عمن سواك |
فطريق الوصول إلى الله تعالى هو تلك المقامات القلبية: كالتوبة والمحاسبة والخوف والرجاء والمراقبة.
2وكشف ذلك وإيضاحه أن الطريق واحدة جامعة لكل ما يرضي الله، وما يرضيه متعدد متنوع، فجميع ما يرضيه طريق واحدة، ومراضيه متعددة متنوعة بحسب الأزمان والأماكن والأشخاص والأحوال، وكلها طرق مرضاته | |
---|---|
وإن الطريق واحدة في حقيقتها، وإن تعددت المناهج العملية، وتنوعت أساليب السير والسلوك تبعاً للاجتهاد وتبدل المكان والزمان، ولهذا تعددت الطرق الصوفية وهي في ذاتها وحقيقتها وجوهرها طريق واحدة |
وإن السير في طريق الوصول إلى الله تعالى صفة المؤمنين الصالحين، ومن أجله جاء الأنبياء والمرسلون، وإليه يدعو العلماء والمرشدون، كي يرتقي المرء من حضيض المادية والحيوانية إلى مستوى الإنسانية والملكية، ويذوق نعيم القرب ولذة الأنس بالله تعالى.
10