أشارت مجموعة من المعلقين إلى أن قراءة سورة لاتخاذ قرار في المنام ، أو لسماعها أو رؤيتها كتابةً ، يشير إلى وجود بعض الأشخاص الخبيثين الذين يعودون إلى امرأة حامل ويتمنون عدم اكتمال حملها | وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ قال أهل التأويل |
---|---|
يختلف تفسير القراءة أو الاستماع إلى سورة المسد في المنام حسب رأي الرائي وتفاصيل الرؤية | وَقَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق حَدَّثَنِي حُسَيْن بْن عَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن عَبَّاس قَالَ سَمِعْت رَبِيعَة بْن عَبَّاد الدَّيْلِيّ يَقُول إِنِّي لَمَعَ أَبِي رَجُل شَابّ أَنْظُر إِلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْبَع الْقَبَائِل وَوَرَاءَهُ رَجُل أَحْوَل وَضِيء الْوَجْه ذُو جَمَّة يَقِف رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْقَبِيلَة فَيَقُول " يَا بَنِي فُلَان إِنِّي رَسُول اللَّه إِلَيْكُمْ آمُركُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّه لَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَأَنْ تُصَدِّقُونِي وَتَمْنَعُونِي حَتَّى أُنَفِّذ عَنْ اللَّه مَا بَعَثَنِي بِهِ " وَإِذَا فَرَغَ مِنْ مَقَالَته قَالَ الْآخَر مِنْ خَلْفه يَا بَنِي فُلَان هَذَا يُرِيد مِنْكُمْ أَنْ تَسْلَخُوا اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَحُلَفَاءَكُمْ مِنْ الْجِنّ مِنْ بَنِي مَالِك بْن أُقَيْش إِلَى مَا جَاءَ بِهِ مِنْ الْبِدْعَة وَالضَّلَالَة فَلَا تَسْمَعُوا لَهُ وَلَا تَتَّبِعُوهُ فَقُلْت لِأَبِي مَنْ هَذَا ؟ قَالَ عَمّه أَبُو لَهَب رَوَاهُ أَحْمَد أَيْضًا وَالطَّبَرَانِيّ بِهَذَا اللَّفْظ قَوْله تَعَالَى" تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَب " أَيْ خَسِرَ وَخَابَ وَضَلَّ عَمَله وَسَعْيه" وَتَبَّ " أَيْ وَقَدْ تَبَّ تَحَقَّقَ خَسَارَته وَهَلَاكه |
وقد فسَّر ابن كثير الآية على أنه في الآخرة فقال: … وكانت عوناً لزوجها على كفره وجحوده وعناده، فلهذا تكون يوم القيامة عوناً عليه في عذابه في نار جهنم، ولهذا قال: { وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ 4 فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِن مَسَدٍ 5 } ؛ يعني تحمل الحطب فتلقيه على زوجها، ليزداد على ما هو فيه، وهي مهيَّأة لذلك مستعدَّةٌ له.
26حدثنا ابن عبد الأعلى, قال: ثنا ابن ثور, عن معمر, عن قتادة تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ قال: خسرت يدا أبي لهب وخسر | فأنـزل الله: تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ إلى آخرها |
---|---|
قال الله -جل وعلا-: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ } في أول السورة دعا الله -جل وعلا- عليه بالخسارة والهلاك، ثم أخبر جل وعلا أنه خسر وهلك، فالأولى وهي قوله: { تَبَّتْ } هذه دعاءٌ عليه، وقوله -جل وعلا-: { وَتَبَّ } هذا خبر عن حاله ومصيره، وأنه تحقق له الهلاك |
س10: اذكر أقوال السلف في المراد بالمسَد، مع الترجيح.