وأردف: هذه الصفات التي ينبغي أن يسعى إلى تحقيقها العبد في حياته «الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم»، صفة المؤمن إذا ذكر الله عز وجل، وجل قلبه وخشي من ربه لأن قلبه ممتلئ خشية لله عز وجل، خوفا من الله تعالى خضوعا وذلا لله تبارك وتعالى، أولئك هم عباد الله الذين حققوا الإيمان تحقيقا حقيقيا، لهذا جاء في الحديث المتفق على صحته حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، ناس متميزون قال منهم «ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه»، ذكر الله تبارك وتعالى في حال خلوته لا يراه أحد ولا يشاهده أحد هو بينه وبين الله في خلوته قد امتلأ قلبه خشية لله عز وجل فاضت عيناه خشية لله تبارك وتعالى، وعبد ذكر الله خاليا ففاضت عيناه «إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا»، يصدقون بما عند الله تبارك وتعالى يصدقون كتاب الله ويصدقون رسول الل،ه فكل ما جاء من الله فهو حق وكل ما صح عن نبينا عليه الصلاة والسلام فهو حق وحي من الله تبارك وتعالى، وإيمان العبد يزيد وينقص هذا معتقد أهل السنة، واستدل الإمام البخاري رحمه الله بهذه الآية على أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وهو إجماع من الأمة أجمعت على أن إجماع العبد يزيد، ليس له حالة واحدة ثابتة بل يزداد بالطاعة وينقص بمعصية الله تبارك وتعالى |
ونوه الخطيب بأن من صفات عباد الله المؤمنين أنهم ينفقون مما آتاهم الله يعلمون أن هذا المال الذي يملكون هو نعمة من الله تبارك وتعالى وللفقير حق في هذا المال، فهم يؤدون الزكاة المفروضة ويؤدون ويقدمون الصدقات المسنونة يتقربون إلى الله بالشفقة على خلق الله تبارك وتعالى |