أخرجه الترمذي ، وقال: "حسنٌ"، وكذا حسَّنه الشيخ ناصر الدين الألباني -رحمه الله-، وصحح إسنادَه الشيخُ أحمد شاكر ، كما حسَّنه الحافظُ ابن حجر | ويعني بقوله جعله على ظاهره: أي إذا فرغ من الأكل، ويكون الذكر حينئذ بعد الأكل |
---|---|
أمَّا الحظوظ التي تتعلق بالآخرة -الأمور الأُخروية- فإنَّه لا يُؤثر بها، فلا يُؤثر غيره في التَّقدم إلى الصفِّ الأول، أو في الدُّخول إلى المسجد، أو في المصحف، كأن لا يوجد إلا مصحف واحد، أو نحو ذلك، يُؤثر غيره؟! فهل هذا صحيح ؟ الحمد لله | قال النووي رحمه الله : " فِيهِ اسْتِحْبَابُ دُعَاءِ الضَّيْفِ بِتَوْسِعَةِ الرِّزْقِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَقَدْ جَمَعَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الدُّعَاءِ خَيْرَاتِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ " انتهى |
وذكر أنَّ شرب اللبن الحلو في تلك البلاد الحارَّة خالصًا ومشوبًا -بلاد الحجاز وما يُتاخمها من جزيرة العرب-، يقول: هذا فيه نفعٌ عظيمٌ في حفظ الصحة وترطيب البدن، وما يحصل من الرّي للكبد.
25لكن مهما يُقال من تعليلٍ، فإنَّ المشروع أن يقتصر على قوله: "بسم الله"، ويبقى النَّظر: هل يُشرع له في كل مرةٍ يرفع فيها الطَّعام أن يقول: "بسم الله"، أو لا؟ الذي عليه عامَّة أهل العلم أنَّه يقول ذلك في البداية | أولاً نبذة عن آدام الطعام |
---|---|
وكذلك قد يكون ذلك من قبيل القرينة على أنَّه يقوله إذا فرغ من الطَّعام، وكأنَّ هذا هو الأقرب -والله أعلم-؛ أن يكون هذا من الأدعية التي تُقال بعد الفراغ من الطَّعام: اللهم بارك لنا فيه، وأطعمنا خيرًا منه، والبركة هي الزِّيادة في الخير، والنَّماء فيه مع الدَّوام | فيقول: الشَّربة لك، أي: أنت مُستحقٌّ لها؛ لأنَّك على جهة اليمين، فإن شئتَ آثرتَ بها خالدًا، يعني: آثرته بالشَّربة على نفسك |
ويحتمل أن يكون ذلك إذا فرغ منه، فيكون ذلك من الأدعية التي تُقال بعد الفراغ من الطَّعام إذا أكل، فإنَّ قوله: مَن أطعمه اللهُ الطَّعامَ فليقل، "أطعمه الطَّعام" فإنَّه قد يُفهم منه أنَّه إذا طعمه، أكله.
15