وقد روي عنه أنه لا زكاة في إناثها وإن انفردت كذكورها منفردة ، وهذا الذي عليه الجمهور أما الآية فلا دليل فيها على تحريم الخيل
ثم قرأ حتى بلغ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا قال: لم يجعل لكم فيها أكلا فالذي يظهر لي أن هذه الآية من معجزات القرآن الغيبية العلمية ، وأنها إيماء إلى أن الله سيلهم البشر اختراع مراكب هي أجدى عليهم من الخيل والبغال والحمير ، وتلك العجلات التي يركبها الواحد ويحركها برجليه وتسمى بسكلات ، وأرتال السكك الحديدية ، والسيارات المسيّرة بمصفّى النفط وتسمى أطوموبيل ، ثم الطائرات التي تسير بالنفط المصفّى في الهواء

ويخلق ما لا تعلمون

وأجاب المجوزن لأكلها ، بأن ذكر ما هو الأغلب من منافعها - وهو الركوب والزينة - لا ينافى غيره.

8
داخل أعماق البحار ..ويخلق مالا تعلمون
وقال أحمد وإسحاق وأبو ثور : عليه الكراء والضمان
وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ
ولكنه كان نادراً في عادتهم
داخل أعماق البحار ..ويخلق مالا تعلمون
والبغال جمع بغل : وهو المتولد بين الخيل والحمير
قلنا : الرواية عنجابر وإخباره بأنهم كانوا يأكلون لحوم الخيل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يزيل ذلك الاحتمال ، ولئن سلمناه فمعنا حديث أسماء قالت : نحرنا فرسا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن بالمدينة فأكلناه ; رواه مسلم
ولهذا قال أصحابنا : لا يجوز أكل لحوم الخيل والبغال والحمير ; لأن الله - تعالى - لما نص على الركوب والزينة دل على أن ما عداه بخلافه قوله تعالى : ويخلق ما لا تعلمون قال الجمهور : من الخلق

وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ

وعند النسائي أيضا عن خالد بن الوليد أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول : لا يحل أكل لحوم الخيل والبغال والحمير.

25
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ۚ ويخلق ما لا تعلمون
ولو زاد كثيرا مما فيه مقام الأيام الكثيرة التي يتغير في مثلها سوقها فهو ضامن ، كما لو ماتت في مجاوزة الأمد أو المسافة ; لإنه إذا كانت زيادة يسيرة مما يعلم أن ذلك مما لم يعن على قتلها فهلاكها بعد ردها إلى الموضع المأذون له فيه كهلاك ما تسلف من الوديعة بعد رده لا محالة
داخل أعماق البحار ..ويخلق مالا تعلمون
والزينة : اسم لما يتزين به الإِنسان
والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ۚ ويخلق ما لا تعلمون
ورواه الإمام أحمد وأبو داود بإسنادين كل منهما على شرط مسلم ، عن جابر قال : ذبحنا يوم خيبر الخيل والبغال والحمير ، فنهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن البغال والحمير ، ولم ينهنا عن الخيل