ومن المعلوم أن الإسلام لم يجعل للعلم سناً معيناً فهو من المهد إلى اللحد، ولا يزال الرجل عالماً ما طلب العلم، فإذا ظن أنه قد علم فقد جهل، والعلم بدون تقوى لا يساوي شيئاً ورحم الله القائل: ولو كان للعلم من دون التقى شرف لكان أشــرف خلــق اللـه إبليـــس لذلك يجب علينا نحن المسلمين الأخذ بزمام العلم، فإن تعلمه لله خشية، وطلبه عبادة، والبحث عنه جهاد، حتى نستعيد مجد أسلافنا الأوائل، كما قال الشاعر: لقد كنا وكان الناس في الزمن الخوالي طلاب علم عندنا إن في الجنوب أو الشمال يتتلمذون على حضـارتنا كتلمذة العيال ونظراً لهذه الأهمية الكبيرة للعلم، وحيث إن العام الدراسي على الأبواب، فإننا نرى لزاماً علينا أن نوضح دعائم العملية الدراسية، هذه الدعائم التي تتلخص في الطالب والمدرس وولي الأمر: 1- الطالب: يجب على الطالب أن يجتهد في تحصيله العلمي، وأن يذاكر دروسه أولاً بأول، وأن ينتبه إلى شرح المدرس والإنصات إليه ورحم الله القائل: أخــــي لن تنــال العلــم إلا بســتة ســـأنبيك عـــن تفصيلهـا ببيـــان ذكاء وحـــرص واجتهــــــاد وبلغــة وصحبــــة أســـتاذ وطـول زمـــان كما يجب على الطالب احترام المدرس وتقديره وتنفيذ أوامره، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «تعلموا العلم، وتعلموا للعلم السكينة والوقار، وتواضعوا لمن تعلمون منهم» أخرجه الطبراني ، وقال الشاعر: اصبر على مر الجفـا مـن معلــم فإن رســوم العلــم في نفراتــه ومن لم يذق مر التعلـم ســاعة تجرع كأس الجهل طول حياته ومن فاته التعليم في زمن الصبا فكبّــر عليـــه أربعـــــاً لوفاتــه 2- المعلم: المدرس والمعلم له احترامه وتقديره كما قال أمير الشعراء: قــم للمعلــــم وفــه التبجيـــلا كاد المعلــم أن يكــون رســولا فالمعلم المخلص يؤدي واجبه على خير وجه، ويعلم أن عمله عبادة وأن الجزاء الأوفى عند الله يوم القيامة، والمعلم له دور كبير في صقل الطالب وتهذيب خلقه، والأخذ بيده إلى ما فيه الخير وإرشاده إلى ما يلائمه من دراسة وعمل، لذلك يجب علينا احترام المعلمين وتقديرهم، فقد ورد أن الإمام أبي حنيفة النعمان - رحمه الله - كرّم معلم ولده بألف درهم لأنه علمه سورة الفاتحة، فما بالك بأساتذتنا الفضلاء، ومعلمينا الكرام الذين يخرجون للمجتمع: الطبيب، والمهندس، والمحامي، والعالم، وأصحاب الكفاءات، ونحن في هذه المناسبة نقول لأساتذتنا الفضلاء: أنتم تستحقون كل خير، وكل تقدير، فمن علمني حرفاً كنت له عبداً، وجزاكم الله عنا خير الجزاء | |
---|---|
هذه ايات قرانية عن العلم لبحث التخرج pdf ، فالعلم له فضل كبير على الإنسان، فـ بدونه تنحدر الامم والمجتمعات، غير أن طالب العلم خير عند الله من الجاهل، فقال تعالى في كتابه الكريم : … قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ، «سورة الزمر: الآية 9» | قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم ، وقال عليه الصلاة والسلام: إن الله و ملائكته و أهل السموات و الأرض حتى النملة في جحرحا و حتى الحوت في البحر ليصلون على معلمي الناس الخير ، وعن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة أخرجه مسلم |
.
وقل رب زدنى علما 20 طة ايه 114 | {ألم تر ان الله انزل من السماء ماء فأخرجنا فيه ثمرات مختلفا الوانها و من الجبال جدد بيض و حمر مختلف الوانها و غرابيب سود و من الناس و الدواب و الأنعام مختلف الوانة ايضا انما يخشي الله من عبادة العلماء ان الله عزيز غفور 35 فاطر ايه 2728 |
---|---|
القرآن والعلم: أهمية العلم وقيمته في الإسلام لم تكن البداية فقط في هذا الكتاب المعجز القرآن هي التي تتحدَّث عن العلم وقيمته وأهميته في قوله سبحانه: {اقرأ}، بل كان هذا منهجًا ثابتًا في هذا الدستور الخالد، فلا تكاد تخلو سورة من سوره من الحديث عن العلم، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة |
هو الذي جعل الشمس ضياء و القمر نورا و قدرة منازل لتعلموا عدد السنين و الحساب ما خلق الله هذا الا بالحق يفصل الأيات لقوم يعلمون آيه 5 يونس ألم تروا ان الله سخر لكم ما فالسموات و ما فالأرض و أسبغ عليكم نعمة ظاهره و باطنه و من الناس من يجادل فالله بغير علم و لا هدي و لا كتاب منير 31 لقمان ايه 20.
قصائد عن العلم من جميل القصائد التي قيلت في العلم، اخترنا لكم ما يأتي: بقوةِ العلمِ تقوى شوكةُ الأممِ محمود سامي البارودي بقوةِ العلمِ تقوى شوكةُ الأممِ فَالْحُكْمُ في الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ كمْ بينَ ما تلفظُ الأسيافُ منْ علقٍ وَبَيْنَ مَا تَنْفُثُ الأَقْلامُ مِنْ حِكَمِ لَوْ أَنْصَفَ النَّاسُ كَانَ الْفَضْلُ بَيْنَهُمُ بِقَطْرَةٍ مِنْ مِدَادٍ، لاَ بِسَفْكِ دَمِ فاعكفْ على العلمِ، تبلغْ شأوَ منزلةٍ في الفضلِ محفوفةٍ بالعزَّ وَالكرمِ فليسَ يجنى ثمارَ الفوزِ يانعةً منْ جنةِ العلمِ إلاَّ صادقُ الهممِ لَوْ لَمْ يَكُنْ فِي الْمَسَاعِي مَا يَبِينُ بِهِ سَبْقُ الرِّجَالِ، تَسَاوَى النَّاسُ في الْقِيَمِ وَلِلْفَتَى مُهْلَةٌ فِي الدَّهْرِ إِنْ ذَهَبَتْ أَوْقَاتُهَا عَبَثاً، لَمْ يَخْلُ مِنْ نَدَمِ لَوْلاَ مُدَاوَلَةُ الأَفْكَارِ مَا ظَهَرَتْ خَزَائِنُ الأَرْضِ بَيْنَ السَّهْلِ وَالْعَلَمِ كمْ أمةٍ درستْ أشباحها وَسرتْ أرواحها بيننا في عالمِ الكلمِ فَانْظُرْ إِلَى الْهَرَمَيْنِ الْمَاثِلَيْنِ تَجِدْ غَرَائِباً لاَ تَرَاهَا النَّفْسُ فِي الْحُلُمِ صرحانِ، ما دارتِ الأفلاكُ منذُ جرتْ على نظيرهما في الشكلِ والعظمِ تَضَمَّنَا حِكَماً بَادَتْ مَصَادِرُهَا لَكِنَّهَا بَقِيَتْ نَقْشاً عَلَى رَضَمِ قومٌ طوتهمْ يدُ الأيامِ فاتقرضوا وَذكرهمُ لمْ يزلْ حياً على القدمِ فكمْ بها صور كادتْ تخاطبنا جهراً بغيرِ لسانٍ ناطقٍ وَفمِ تَتْلُو لِـ«هِرْمِسَ» آيَاتٍ تَدُلُّ عَلَى فَضْلٍ عَمِيمٍ، وَمَجْدٍ بَاذِخِ الْقَدَمِ آياتُ فخرٍ، تجلى نورها فغدتْ مَذْكُورَة ً بِلِسَانِ الْعُرْبِ وَالْعَجَمِ وَلاحَ بينهما " بلهيبُ " متجهاً للشرقِ، يلحظ مجرى النيلِ من أممِ كَأَنَّهُ رَابِضٌ لِلْوَثْبِ، مُنْتَظِرٌ فريسةً فهوَ يرعاها، وَلمْ ينمِ رمزٌ يدلُّ على أنَّ العلومَ إذا عَمَّتْ بِمِصْرَ نَزَتْ مِنْ وَهْدَةِ الْعَدَمِ فَاسْتَيْقِظُوا يَا بَني الأَوْطَانِ، وانْتَصِبُوا للعلمِ؛ فهوَ مدارُ العدلِ في الأممِ وَلاَ تَظُنُّوا نَمَاءَ الْمَالِ، وَانْتَسِبُوا فَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَا يَحْوِيهِ ذُو نَسَمِ فَرُبَّ ذِي ثَرْوَةٍ بِالْجَهْلِ مُحْتَقَرٍ وَربَّ ذي خلة ٍ بالعلمِ محترمِ شيدوا المدارسَ فهي الغرسُ إنْ بسقتْ أَفْنَانُهُ أَثْمَرَتْ غَضّاً مِنَ النِّعَمِ مَغْنَى عُلُومٍ، تَرَى الأَبْنَاءَ عَاكِفَة ً عَلَى الدُّرُوسِ بِهِ، كَالطَّيْرِ في الْحَرَمِ مِنْ كُلِّ كَهْلِ الْحِجَا في سِنِّ عَاشِرَةٍ يَكَادُ مَنْطِقُهُ يَنْهَلُّ بِالْحِكَمِ كأنها فلكٌ لاحتْ بهِ شهبٌ تُغْنِي بِرَوْنَقِهَا عَنْ أَنَجُمِ الظُّلَمِ يَجْنُونَ مِنْ كُلِّ عِلْمٍ زَهْرَةً عَبِقَتْ بنفحةٍ تبعثُ الأرواحَ في الرممِ فَكَمْ تَرَى بَيْنَهُمْ مِنْ شَاعِرٍ لَسِنٍ أَوْ كَاتِبٍ فَطِنٍ، أَوْ حَاسِبٍ فَهِمِ وَ نابغٍ نالَ منْ علمِ الحقوقِ بها مَزِيَّةص أَلْبَسَتْهُ خِلْعَةَ الْحَكَمِ وَلُجِّ هَنْدَسَة ٍ تَجْرِي بِحِكْمَتِهِ جَدَاوِلُ الْمَاءِ في هَالٍ مِنَ الأَكُمِ بَلْ، كَمْ خَطِيبٍ شَفَى نَفْساً بِمَوْعِظَةٍ وَكمْ طبيبٍ شفى جسماً منَ السقمِ مُؤَدَّبُونَ بآدَابِ الْمُلُوكِ، فَلاَ تَلْقَى بِهِمْ غَيْرَ عَالِي الْقَدْرِ مُحْتَشِمِ قَوْمٌ بِهِمْ تَصْلُحُ الدُّنْيَا إِذَا فَسَدَتْ وَيَفْرُقُ الْعَدْلُ بَيْنَ الذِّئْبِ وَالْغَنَمِ وَكيفَ يثبتُ ركنُ العدلِ في بلدٍ لَمْ يَنْتَصِبْ بَيْنَهَا لِلْعِلْمِ مِنْ عَلَمِ؟ ما صورَ اللهُ للأبدانِ أفئدة ً إِلاَّ لِيَرْفَعَ أَهْلَ الْجِدِّ وَالْفَهَمِ وَأَسْعَدُ النَّاسِ مَنْ أَفْضَى إِلَى أَمَدٍ في الفضلِ، وَامتازَ بالعالي منَ الشيمِ لَوْلاَ الْفَضِيلَةُ لَمْ يَخْلُدْ لِذِي أَدَبٍ ذِكْرٌ عَلَى الدَّهْرِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَدَمِ فلينظرِ المرءُ فيما قدمتْ يده قَبْلَ الْمَعَادِ، فَإِنَّ الْعُمْرَ لَمْ يَدُمِ | {الله الذي خلق السموات و الأرض و ما بينهما فسته ايام بعدها استوي على العرش ما لكم من دونة من و لى و لا شفيع افلا تتذكرون 4 يدبر الأمر من السماء الى الأرض بعدها يعرج الية فيوم كان مقدارة الف سنه مما تعدون 5 السجده تعرج الملائكه و الروح الية فيوم كان مقدارة خمسين الف سنة 4 المعارج |
---|---|
، «سورة النساء: الآية 113» | وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعيذ بالله من علم لا ينفع ويدعو ويقول: «اللهم إني أعوذ بك من الأربع من علم لا ينفع ومن قلب لا يخشع ومن نفس لا تشبع ومن دعاء لا يسمع»، وقال - صلى الله عليه وسلم: «سلوا الله علما نافعا وتعوذوا بالله من علم لا ينفع»، ولذلك يجب على المسلم أن يطلب العلم خالصاً لوجه الله لا من أجل منصب أو مال أو عرض من الدنيا، كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: «من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة - ريحها - يوم القيامة» |