مارس المشاركون في هذا التطبيق العملي ما تعلموه في يوم الورشة الأول، ولا سيما مهارات كتم أو كشف المعلومات بما يعزِّز موقفهم التفاوضي، وإبداء أو عدم إبداء الاهتمام بشراء السلعة، ومهارة الاستماع وإشاعة جوٍّ من الألفة بين الجانبين |
واليوم سأختم مقالات التفاوض والتي من الممكن أن أعود لها بين الفينة والأخرى بما يجب على المفاوض فعله وتركه أثناء الإجتماع التفاوضي، ففي كثير من الأحيان لا يتمكن الإنسان من تذكر أمور بسيطة جداً ولكنها غاية في الأهمية، وذلك بسبب كثرة النقاط المهمة التي يجب إستذكارها ومن الممكن نسيانها، وقد وجدت أنه يجب ألاَّ يغيب عن بال أي مفاوض النقاط المهمة التالية إضافة إلى ما ذكرته في مقالاتي التفاوضية السابقة، فمن الممكن لهذه المبادئ البسيطة توجيه المفاوض في اجتماعه على نحو أكثر فاعلية في أي جلسة إجتماع تفاوضي: فكرت مليَّاً في كتابة مقال يشرح التفاوض من ناحية عملية مستنداً إلى أحداث واقعية، وقلبت التاريخ العربي والأعجمي وعثرت على الكثير من المواقف القديمة والحديثة التي يمكن من خلالها إستنباط وإستشفاف مهارات تفوق ما نقرأه في كتب اليوم، وفي الحقيقية، لم أجد أفضل من البدء في المواقف التفاوضية الموجودة في السيرة العطرة لرسولنا الشريف محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم والتي تحمل في طيَّاتها عِبَر أخلاقية عظيمة ومهارات إدارية عالية ممزوجة بواقعية الموقف دون مبالغة، كما جسَّد رسول الله من خلال تفاوضاته دروساً سجلها التاريخ على أنها كانت فعلاً في صالح الإسلام والمسلمين، وإلى أبعد من ذلك، فعندما نقرأ سيرة الرسول الكريم من يوم بعثته إلى وفاته نجد أنه كان مفاوضاً مُحنكاً بالفعل، فقد كان صلى الله عليه وسلم يفاوض في كل ما يحتمل التفاوض، وكان يُقدِّر وضعه وقوته قبل أن يُصدر أي قرار يترتب عليه نتائج مهمة |